النظام الإيراني يواجه تمرداً داخلياً وحملة اعتقالات واسعة: واقع متصاعد وأفق الحل الثالث

النظام الإيراني يواجه تمرداً داخلياً وحملة اعتقالات واسعة: واقع متصاعد وأفق الحل الثالث

يشهد النظام الإيراني في الآونة الأخيرة تصاعداً خطيراً في أزمته الداخلية، حيث تواجه قواته العسكرية والأمنية موجة غير مسبوقة من العصيان والفرار، مما يعكس عمق الانهيار في هيكل السلطة الأمنية للنظام. رد النظام على هذه الأزمة كان بإطلاق حملة اعتقالات واسعة وأوامر قمعية صارمة، في محاولة يائسة للحفاظ على السيطرة ومنع تفكك قواته، بينما يفرض مناخاً أمنياً مشحوناً في المدن الإيرانية.

وفقاً لوكالة “قدس” الإرهابية ونقلاً عن مدعي عام محافظة كرمانشاه، تم اعتقال أكثر من مئة شخص في المحافظة بتهمة “الإخلال بالأمن”. كما أعلن الحرس النظامي عن اعتقالات في محافظات همدان وهرمزگان، بالإضافة إلى اعتقال العشرات في محافظتي فارس وجيلان، وعدد من الأشخاص في مدينة زرند بتهمة “الدعاية ضد النظام”. هذه الاعتقالات ليست سوى جزء من حملة أوسع تستهدف قمع أي بوادر تمرد أو احتجاج شعبي.

في الوقت نفسه، تفشت ظاهرة الفرار والعصيان بين الجنود والضباط وأفراد الأمن، حيث يرفض الكثير منهم الالتحاق بوحداتهم أو تنفيذ الأوامر، ويلجؤون إلى الاختباء. استجابةً لهذه الظاهرة، منحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة النظامية قادة الفرق المحلية صلاحيات التعامل مع الفارين “بأقسى الإجراءات”، في محاولة لفرض السيطرة ومنع مزيد من التفكك الداخلي.

هذه الحملة القمعية ليست مجرد رد فعل على تمرد محدود، بل هي جزء من استراتيجية النظام الشاملة لخنق أي محاولة للانتفاضة الشعبية. النظام يدرك تماماً أن فقدان السيطرة على قواته المسلحة يعني فقدان السيطرة على الشارع، وهو ما يشكل تهديداً وجودياً له. لذلك، تشهد المدن الإيرانية انتشاراً مكثفاً لنقاط التفتيش والدوريات الأمنية، بهدف خلق جو من الرعب والترهيب يمنع أي تحرك شعبي منظم.

يتزامن هذا التصعيد الأمني مع زيادة مقلقة في وتيرة الإعدامات، حيث يستخدم النظام آلة القتل كأداة لترهيب المجتمع وإرسال رسالة واضحة مفادها أن أي تحدٍ لسلطته سيواجه بأقصى درجات العنف والقمع.

في ظل هذا الواقع المأساوي، تبرز أهمية «الحل الثالث» الذي تقدمه المقاومة الإيرانية، بقيادة المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق، كخيار استراتيجي وحيد للخروج من هذه الأزمة. هذا الحل لا يعتمد على الحرب الخارجية أو المفاوضات التي تؤجل التغيير، بل يقوم على التغيير الديمقراطي الحقيقي بقيادة الشعب والمقاومة المنظمة.

يتضمن برنامج الحل الثالث تشكيل حكومة مؤقتة لمدة ستة أشهر، تهيئ الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وصياغة دستور جديد يقوم على فصل الدين عن الدولة، واحترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وتحويل إيران إلى دولة سلمية وغير نووية. هذا البرنامج يمثل الضمانة الوحيدة لمستقبل حر ومستقر لإيران، ويعكس إرادة الشعب الإيراني في إسقاط النظام الديكتاتوري وبناء وطن يحترم كرامة مواطنيه.

إن استمرار النظام في سياسة القمع والاعتقالات والإعدامات لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، بينما الحل الثالث هو الطريق الوحيد الذي يضمن انتقالاً سلمياً وواقعياً نحو الحرية والديمقراطية. الرهان الحقيقي هو على الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، التي أثبتت قدرتها على الصمود والتحدي رغم كل محاولات القمع.

قراءة المزيد

إيران خسرت نصف مخزونها من الصواريخ.. معلومات استخباراتية تكشف

إيران خسرت نصف مخزونها من الصواريخ.. معلومات استخباراتية تكشف

في ظل وقف إطلاق النار الهش، مازالت إيران تواصل تحذير الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها لا تزال تحتفظ بالقدرة على إلحاق أضرار جسيمة إذا تم استفزازها. وأعلن مسؤولون إيرانيون أن بلادهم قادرة على تنفيذ ضربات صاروخية يومية لمدة عامين، وهو ادعاء بات يثير مزيداً من التدقيق من قبل خبراء عسكريين ومحللي

"دجاج فاسد" يُدخل مبابي المستشفى ويفقده وزنه

"دجاج فاسد" يُدخل مبابي المستشفى ويفقده وزنه

كشفت تقارير صحافية فرنسية أن بكتيريا ناتجة عن تناول الدجاج تسببت في دخول كيليان مبابي إلى المستشفى خلال مشاركته في كأس العالم للأندية. وأفادت صحيفة "ليكيب" أن مبابي أصيب بالتهاب المعدة والأمعاء مصحوبة بحمى شديدة، أجبرته على قضاء يومين في المستشفى، ما أدى إلى غيابه عن أولى مباريات

غروسي: ألمانيا قادرة على امتلاك أسلحة نووية في غضون أشهر

غروسي: ألمانيا قادرة على امتلاك أسلحة نووية في غضون أشهر

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الأربعاء، أن ألمانيا لديها كل ما يلزم لامتلاك أسلحة نووية في غضون أشهر. وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية، إن "ألمانيا لن تحتاج إلى الكثير من الوقت لإنتاج أسلحة نووية"، مرجحاً أن يستغرق الأمر أشهراً

المبعوث الاميركي: حزب الله مسألة لبنانية.. ولا أحد سيبقى يفاوض بيروت للأبد

المبعوث الاميركي: حزب الله مسألة لبنانية.. ولا أحد سيبقى يفاوض بيروت للأبد

أوضح المبعوث الأميركي توم براك، أن نزع سلاح حزب الله هو مسألة لبنانية، مضيفاً "لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان إلى الأبد". وتابع في تصريحات لقناة LBC اللبنانية، أمس الثلاثاء: "⁠لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمتع بشجاعة وتركيز مذهل