المقاومة من أجل الحرية وسجن قرجک: بين نضال الشعب الإيراني وقمع النظام

في ظل استمرار نظام ولاية الفقيه في إيران بسياسة القمع والتنكيل، تبرز المقاومة الإيرانية كخيار استراتيجي وحيد لتحقيق الحرية والديمقراطية. في المقابل، يشكل سجن قرجک ورامین رمزاً صارخاً لانتهاكات حقوق الإنسان، حيث تُعذب النساء المناضلات في ظروف لا إنسانية تعكس وحشية النظام. هذا المقال يستعرض واقع المقاومة الإيرانية، مأساة سجن قرجک، ويؤكد على الحل الثالث كطريق للخلاص.
المقاومة الإيرانية: صمود وإرادة لا تنكسر
المقاومة من أجل الحرية ليست مجرد فعل تحدٍ، بل هي إرادة شعبية صلبة لم تستسلم رغم سنوات القمع الطويلة. في مواجهة سياسة الاسترضاء التي انتهجها بعض القوى الدولية، والتي عقدت صفقات مع النظام مقابل مصالح اقتصادية على حساب دماء الشعب الإيراني، ظلت المقاومة الإيرانية ثابتة في نضالها من أجل الحرية والكرامة. منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة يمثلان صوت الشعب الإيراني الذي رفض الاستسلام، ويمتلكان برنامجا واضحا وعمليا لـ«الحل الثالث» الذي يرفض الحرب الخارجية والمساومة مع النظام، ويؤمن بالتغيير الديمقراطي بقيادة الشعب والمقاومة المنظمة.
هذا الحل يرتكز على تشكيل حكومة مؤقتة لمدة ستة أشهر تهيئ الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وصياغة دستور جديد يقوم على فصل الدين عن الدولة، واحترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وتحويل إيران إلى دولة سلمية وغير نووية. وحدات الانتفاضة المنتشرة في المدن الإيرانية، رغم القمع والاعتقالات، تثبت أن إرادة الشعب لا تقهر، وأن المقاومة مستمرة رغم كل محاولات القمع.
سجن قرجک ورامین: رمز القمع الوحشي للنساء المناضلات
على الجانب الآخر، يمثل سجن قرجک ورامین نموذجاً مروعاً لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، حيث يُحتجز مئات النساء في ظروف مزرية وغير إنسانية. هذا السجن، الذي كان في الأصل حظيرة دواجن، تحول إلى مسلخ حقيقي تُذبح فيه أجساد وأرواح النساء المناضلات. تفوح رائحة الموت من مياه الصرف الصحي، ويُحرم السجينات من أبسط حقوقهن مثل الماء النظيف، الهواء النقي، والرعاية الطبية. الطعام غير منتظم ورديء، والمياه تنقطع بشكل متكرر، والاعتداءات الجسدية والعنف النفسي متواصلة.
السجينات، من ناشطات سياسيات إلى أمهات وأطفال، يعانين من ظروف لا يمكن وصفها إلا بأنها جحيم على الأرض. شهادات مثل شهادة السجينة السياسية سايه صيدال تبرز حجم المعاناة، حيث تصف السجن بأنه «الموت البطيء» وأن النظام أخذهن إلى مكان لا يرحم. هذا القمع الممنهج ضد المرأة الإيرانية هو جزء من سياسة النظام لإخماد صوت العدالة والحرية.
الخاتمة: الطريق إلى الحرية عبر الحل الثالث
إن نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، رغم كل القمع والتنكيل، يمثل الأمل الحقيقي في بناء إيران جديدة حرة وعادلة. سجن قرجک ورامین هو شهادة دامغة على وحشية النظام، لكنه في الوقت نفسه يبرز صمود النساء المناضلات اللاتي لا يزلن يناضلن من أجل الحرية. الطريق إلى مستقبل أفضل يمر عبر الحل الثالث، الذي يضع الشعب والمقاومة في قلب التغيير، ويؤسس لإيران ديمقراطية مستقلة تحترم حقوق الإنسان وتحفظ كرامة مواطنيها.
هذا الحل هو الضمان الوحيد لإنهاء حكم الديكتاتورية الدينية، وبداية عهد جديد من الحرية والكرامة لشعب إيران، بعيداً عن سياسة الاسترضاء التي أوصلت المنطقة إلى أزمات متفاقمة. إن الرهان الحقيقي هو على الشعب الإيراني وإرادته الصلبة، التي لا يمكن كسرها مهما اشتدت قسوة النظام.