لمحة عن مستقبل الفن السابع في "مهرجان الذكاء الاصطناعي للسينما"

لمحة عن مستقبل الفن السابع في "مهرجان الذكاء الاصطناعي للسينما"

‎يفتح مهرجان نيويورك لأفلام الذكاء الاصطناعي الباب على الإمكانات المتاحة من خلال هذه التكنولوجيا التي أصبحت في متناول الجميع، عبر أفلام قصيرة تعكس خيال مبتكريها مع مشاهد ذات طابع جمالي خارق.
‎وقد جرى تقديم ما يقرب من 3000 فيلم قصير إلى هذا المهرجان الذي نظمته شركة “رانواي إيه آي” Runway AI الناشئة، وهي من أكثر الشركات تقدماً في مجال إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، اختير منها عشرة أعمال في التصفية النهائية، في مؤشر إلى الطفرة الإبداعية التي توفرها هذه التكنولوجيا.
‎يقول أناستاديس جيرمانيديس، المؤسس المشارك لشركة “رانواي” إنّ “هناك تصوراً مفاده أن الإخراج باستخدام الذكاء الاصطناعي دائماً ما يكون له أسلوب محدد للغاية، لكن هذه الأفلام مختلفة تماماً عن بعضها البعض”.

IMG_8409.jpeg
‎وقد قطعت السينما وأفلام الرسوم المتحركة شوطا طويلا في الأعوام الخمسين الماضية، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى الذكاء الاصطناعي، مع أعمال بارزة بينها “إنسبشن” و”مايتريكس”، مروراً بـ”لافينغ فنسنت”.
‎لكن ثمة فرق رئيسي يتمثل في أن الأفلام القصيرة تكلّف جزءاً يسيراً للغاية من ميزانية هذه الأفلام الضخمة، وقد أُنتجت بأدوات يمكن لأي شخص التعامل معها.
‎وتتيح “رانواي”، من خلال طلب مكتوب باللغة اليومية، إنشاء لقطة مدتها بضع ثوانٍ، أو تحويل سلسلة من الصور الثابتة إلى فيديو قصير، أو إعادة تشكيل تسلسل موجود بهدف تحويل صورة إلى لوحة على سبيل المثال.
‎في شباط/فبراير، أطلقت “أوبن إيه آي” OpenAI نسختها، المسماة “سورا” Sora، بينما تعمل غوغل وميتا على نسختيهما اللتين تحملان اسم “لوميير” Lumiere و”ايمو” Emu على التوالي.
‎ولفيلمه القصير الذي حاز جوائز في المهرجان، عمل الفرنسي ليو كانون بمفرده انطلاق من سيناريو أعدّه، وأنتج مئات الصور باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي “ميدجورني” Midjourney، ثم قام بتحريكها باستخدام “رانواي” Runway، وأجرى تعديلات عدة على طول هذا المسار.
‎لغة مشتركة
لا تزال البرامج الحالية محدودة في بعض المجالات، ولا سيما على صعيد زوايا الكاميرا أو طريقة عرض البشر كما الحال في أفلام الحركة الحية.
IMG_8407.jpeg

‎ويوضح المخرج الفرنسي “لم يكن بإمكاني حقاً الحصول على شخصيات أو كلمات، لذا فقد كان هذا الأمر نوعاً ما أساس جمالية الفيلم”. بعد توليد اللقطات، كانت “لا يزال هناك الكثير من العيوب والاختلالات في كل مشهد، لذلك اضطررت إلى التنقيح كثيراً” لأن الفيلم “لا يخرج جاهزاً من البرمجيّة”.
‎يقول أليخاندرو ماتامالا، وهو أحد مؤسسي “رانواي”، “إذا كنت تريد قصة تحتوي على شخصيات بشرية شديدة الواقعية، فنحن لم نصل إلى هذه النقطة بعد”، “ولكن هناك طرق مختلفة لرواية قصة ما”.
‎ولا شك في أن العقبات التقنية ستسقط تباعاً، لأن النماذج التي يعتمد عليها هذا البرنامج تستمر في التحسن.
‎النموذج العام
‎تعمل شركة “رانواي” أيضاً على ما يُسمى بالنموذج العام، والذي سيكون قادراً على فهم الحركات داخل الصورة وكيفية تعديل بيئتها.

‎ويقول أناستاديس جيرمانيديس، المؤسس المشارك الآخر لشركة “رانواي”، “عندما نبلغ النقطة التي تصل فيها جميع النماذج (المنافسة) إلى مستوى عالٍ من الجودة، سيكون الشيء المهم هو (…) إنشاء أدوات مفيدة”.
‎ولا يشبه مؤسسو الشركة الناشئة الثلاثة مهندسي الكمبيوتر التقليديين، وقد تلقوا جميعاً تدريباً فنياً في جامعة نيويورك (NYU).
‎ويشدد هؤلاء على أهمية إتقان “لغة مشتركة” بين البرمجة والإبداع، مستشهدين بشركتي أبل وبيكسار كأمثلة على هذا التوجه.
‎منافسة هوليوود
يؤكد كارلو دي تونيي، المشارك في إنجاز فيلم “أويكنينغ تو كرييشن” (“Awakening to Creation”)، الذي حصل أيضاً على جائزة في المهرجان، أنه “بالنسبة للمخرجين مثلي، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة لتغيير نموذج هوليوود التقليدي”.
‎ويقول “سيكون الفنانون قادرين على إحياء قصص جديدة من دون الحاجة بالضرورة إلى امتلاك الموارد لها”، مذكراً بأن الكثير من منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي تقدّم اشتراكات مقابل بضع عشرات من الدولارات شهرياً فقط.
‎ويتوقع المخرج الإيطالي أن “الإنتاجات المستقلة ستقترب على الأرجح من بعض أفلام هوليود وتتنافس معها”.
‎ويثير ذلك بعض القلق في قطاع السينما. ففي الصيف الماضي، في الولايات المتحدة، أضرب عدد كبير من الممثلين وكتّاب السيناريو لأشهر عدّة، مطالبين خصوصاً بالحماية ضد الذكاء الاصطناعي التوليدي.
‎لكن بالنسبة لكارلو دي توني، فإن افتتانه بهذه التكنولوجيا لن يستمر إلا لفترة من الوقت.
‎ووفقاً له، فإن “ما سيُحدث الفرق بعد ذلك هو أفكار المرء والطريقة التي يستخدم بها هذه الأدوات لتجسيد نواياه ورؤيته”.
‎وفي الواقع، تتجاوز هذه العمليات الإبداعية الجديدة الكثير من المهام والوظائف التي يقوم بها حالياً محترفو السينما، ما قد يفتح المجال أمام اعتمادها في القطاع.
‎ويقرّ كريستوبال فالينزويلا، المؤسس المشارك والمدير العام لشركة “رانواي” إنه “ستتم أتمتة واستبدال مراحل معينة من صناعة الأفلام، لكن هذه الوظائف ستتغير”، ولن تختفي، على حد قوله.

قراءة المزيد

موسكو ترفض تصريحات الناتو وتصفها بغير المسؤولة

موسكو ترفض تصريحات الناتو وتصفها بغير المسؤولة

دانت وزارة الخارجية الروسية تصريحات ممثلي حلف شمال الأطلسي بشأن ضربات استباقية محتملة ضد روسيا واعتبرتها غير مسؤولة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو ترى في تصريح رئيس لجنة الناتو العسكرية محاولة متعمدة لتقويض الجهود الرامية إلى التسوية في أوكرانيا. وأضافت في تصريح تناقلته وسائل إعلام روسية،

تقدم روسي متسارع يربك الميدان… وواشنطن تعجّل بتنفيذ خطتها

تقدم روسي متسارع يربك الميدان… وواشنطن تعجّل بتنفيذ خطتها

في حين لم يرشح الكثير عن المحادثات التي جرت أمس في فلوريدا بين الوفدين الأميركي والأوكراني، تواصل القوات الروسية معاركها على الأرض مسابقة الخطة الأميركية للسلام. فقد حقق الجيش الروسي في نوفمبر الماضي أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام، بحسب بيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي

بتكوين تتراجع 5% مع تزايد قلق المستثمرين

بتكوين تتراجع 5% مع تزايد قلق المستثمرين

سجلت عملة بتكوين تراجعا حادا مجددا إلى ما دون 90 ألف دولار خلال تعاملات الاثنين، مواصلة خسائرها بعد أكبر انخفاض شهري منذ انهيار سوق العملات الرقمية عام 2021، وسط تجدد العزوف عن المخاطرة الذي دفع المستثمرين إلى الإحجام عن الأسهم والأصول المشفرة. وانخفضت أكبر عملة رقمية مشفرة في العالم 6.

اتهامات جديدة تطال الشيخة حسينة بشأن أحداث 2009 الدامية

اتهامات جديدة تطال الشيخة حسينة بشأن أحداث 2009 الدامية

أفادت لجنة شكلت للتحقيق في تمرد دام شهدته بنغلادش، قتل خلاله عشرات من كبار ضباط الجيش قبل 16 عاما، بأن رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة هي التي أمرت بعمليات القتل. ففي العام 2009، قتل عناصر من حرس الحدود 74 شخصا، بينهم ضباط في الجيش، خلال تمرد استمر يومين وانطلق من