المبعوث الاميركي: حزب الله مسألة لبنانية.. ولا أحد سيبقى يفاوض بيروت للأبد

أوضح المبعوث الأميركي توم براك، أن نزع سلاح حزب الله هو مسألة لبنانية، مضيفاً "لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان إلى الأبد".
وتابع في تصريحات لقناة LBC اللبنانية، أمس الثلاثاء: "لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمتع بشجاعة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر".
كما قال إن حزب الله هو مسألة لبنانية وليست عالمية، لكنه بين أن الأميركيين من الناحية السياسية قد صنّفوه منظمة إرهابية، لذلك "إذا عبثوا معنا في أي مكان على المستوى العسكري كما أوضح الرئيس فسوف يواجهون مشكلة معنا".
ورأى براك أن "نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا أكد عليها الرئيس ووزير الخارجية باستمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد".
وأوضح أن المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة "وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد"، حسب قوله.
الشطرنج في مواجهة طاولة الزهر اللبنانية
وبين المبعوث الأميركي أن السياسيين اللبنانيين يلعبون طاولة الزهر بينما يواجههم هو بالشطرنج، مشيرا إلى أن ردود أفعالهم "مشجعة"، لكنه أضاف "هم يجب أن يقرروا ما هو التزامهم الحقيقي.. نحن نعطيهم فرصة لإثبات ذلك، واحداً تلو الآخر".
"الجميع خائف. لا أحد يريد حرباً أهلية. لا أحد يريد الضغط كثيراً.. في لبنان هناك نظام طائفي، يتطلّب الإجماع. وكل الحوارات تتم داخل هذا الإطار.. نحن فقط نحترم هذه العملية".
وقال: "إذا لم ترغبوا في التغيير إذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا، ولن نتدخل".
"التفاوض لبناني تقليدي"
ونفى المبعوث الأميركي ما حُكي عن جداول زمنية لتسليم السلاح، وقال برّاك "أنا لم أقل شيئاً عن طلبنا أو عن رد اللبنانيين من ناحية التوقيت".
وقال إن سبب وجوده في لبنان هو "براعة رجل واحد وشجاعته، وهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وحول قول كلام أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح، قال براك "إن عملية التفاوض لبنانية تقليدية، إذ إنها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقي"، مضيفاً "على اللبنانيين وضع إطار زمني.. ونحن كأميركيين، هنا فقط لنسهّل سرعة استغلال هذه الفرصة، لكننا لن نفرض شيئاً".
وأشار إلى أنه "سيكون هناك تقدم خلال أسبوعين عند عودته، وإذا حظي هذا التقدم بقبول المكوّنات التي تمثلونها فسيكون ذلك معجزة، وأنا متأكد من ذلك".
"العلاقات مع سوريا"
كما أضاف "أعتقد بأن مكوّنات الحكومة جاهزة، وطبعاً يجب أن يُعرض كل شيء على مجلس الوزراء حين تنضج الأمور. لكنّ الجيش اللبناني هو نقطة الارتكاز".
وعن العلاقة بين لبنان وسوريا، عبر برّاك عن أمله أن "تسير العلاقات في مسارين متوازيين يلتقيان قريباً".
وقال إنه "في الوقت الراهن، نظرة سوريا إلى لبنان، وإلى إسرائيل، والأردن، والعراق، هي جزء من نسيج جديد. وكما تذهب سوريا، يذهب لبنان، لأن لبنان هو الممر بالنسبة إليهم. اللبنانيون والسوريون مرتبطون منذ أيام بلاد الشام"، مضيفاً "العالم يمنح لبنان الفرصة نفسها التي يعطيها لسوريا".
"خيال ووهم"
وحول ما حُكي عن ضم طرابلس أو مناطق في البقاع إلى سوريا، أجاب برّاك: "هذا خيال، وهم، كاريكاتور. لم أسمع كلمة واحدة عن موضوع الضم، ولا أي شخص موثوق في دوائر العمل معنا في سوريا تحدث عن ذلك".
ووصف براك ما فعله الجيش اللبناني جنوبي الليطاني منذ توقيع الاتفاق بأنه "مذهل" رغم أنّ الاتفاق لم يؤت ثماره لما يعتبره الطرفان خرقاً.
رد إيجابي
ويوم الاثنين، أعلن توم براك أنه تلقى ردا إيجابيا من لبنان على مقترح أميركي يشمل كيفية نزع سلاح حزب الله.
وقال براك في مؤتمر صحافي بقصر بعبدا عقب اجتماع بالرئيس جوزيف عون، إن الرد اللبناني على الورقة الأميركية كان مسؤولا جدا.
وأكد أن بلاده تقترح "هندسة جديدة وتصميمًا جديداً لحل الأزمة، ويجب أن نجد مخرجًا يحترم التوقعات المحلية والشأن الداخلي اللبناني"، مشددًا على أن "التغيير في يد اللبنانيين أنفسهم، ونحن هنا فقط لدعم هذا المسار، لا لفرض أي شيء".
وزار براك لبنان في 19 يونيو الماضي، والتقى المسؤولين اللبنانيين، وقدم ورقة أميركية تتعلق بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية مقابل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، والإعمار، ومساعدة لبنان على حل مشاكله الاقتصادية، إضافة إلى إصلاح وتحسين العلاقة مع سوريا وتطويرها.
اتفاق لوقف إطلاق النار
يذكر أنه منذ نوفمبر 2024، يسري في لبنان اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل، تحول إلى مواجهة مفتوحة اعتباراً من سبتمبر.
ورغم ذلك، تشن إسرائيل باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
كما تكرر إسرائيل أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وتوعدت بمواصلة شن ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب المدعوم من إيران.