للمرة الأولى..حكومة فرنسا تواجه شبح السقوط
تنتظر فرانسوا بايرو، رابع رئيس وزراء لفرنسا في 3 سنوات، هزيمة شبه مؤكدة في تصويت بالثقة اليوم الاثنين، ما يجعل الضبابية تكتنف الوضع السياسي في البلد صاحب ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
ويبدو أن انهيار الحكومة سيفاقم حالة الشلل التي تشهدها فرنسا في وقت حرج بالنسبة لأوروبا التي تسعى إلى الوحدة في مواجهة حرب روسيا وأوكرانيا وتنامي نفوذ الصين والتوتر التجاري مع الولايات المتحدة، وفق رويترز.
كما تهدد الاضطرابات أيضاً قدرة فرنسا على كبح جماح ديونها، مع احتمال تعرض التصنيف الائتماني لمزيد من الخفض مع اتساع الفروق بين عوائد السندات، وهو مؤشر لعلاوة المخاطر التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية.
إذ تواجه البلاد ضغوطاً حادة لإصلاح أوضاعها المالية، بعدما بلغ عجز الموازنة العام الماضي مثلي الحد الأقصى لنسبة العجز من الناتج الاقتصادي التي حددها الاتحاد الأوروبي بـ3%، وبلغ الدين العام 113.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
"الحكومة ستسقط"
فيما من المقرر إجراء تصويت الثقة بعد ظهر اليوم في سابقة من نوعها، وفق ما أفاد مراسل العربية/الحدث.
ورغم فورة في الأحاديث والظهور الإعلامي منذ قراره في 25 أغسطس إجراء تصويت ثقة وسط نقاشات محتدمة بشأن مشروع قانون الميزانية، بدا في مطلع الأسبوع أن بايرو أخفق في تأمين الحصول على أصوات الأغلبية.
حيث أعلن قادة المعارضة من مختلف الأطياف السياسية أنهم سيصوتون لإقالة بايرو. وقال القيادي البارز في حزب "فرنسا الأبية" اليساري جان لوك ميلنشون إن "الحكومة ستسقط"، مردداً تصريحات مماثلة من آخرين من اليسار واليمين.
بينما يستبعد ماكرون حتى الآن حل البرلمان كما فعل العام الماضي.
"الرجل المريض في أوروبا"
وكانت فرنسا غرقت في أزمة سياسية منذ أن دعا ماكرون إلى انتخابات مبكرة في 2024، والتي أسفرت عن برلمان بلا أغلبية واضحة.
وتفاقم السخط حيال تحالفه الذي فقد أغلبيته في 2022، بينما تصدر المشهد حزب التجمع الوطني اليميني المناهض للهجرة. وحل ائتلاف واسع من الأحزاب اليسارية، والمنقسمة بشدة الآن، كأكبر كتلة. ولا يمتلك أي من المعسكرات أغلبية.
من جهتها قالت مارين لوبان رئيسة كتلة التجمع الوطني في البرلمان الأحد: "أثار هذه الأزمة وأججها الرئيس إيمانويل ماكرون وكل من خدموه... واليوم صارت فرنسا الرجل المريض في أوروبا بسببهم".
ميل إلى اليسار؟
وبعد سقوط رئيس وزراء محافظ ووسطي، يتوقع معظم المراقبين أن يبحث ماكرون عن مرشح من صفوف الاشتراكيين من يسار الوسط.
من جانبها صرحت مارين تونديلييه رئيسة حزب الخضر لقناة "بي.إف.إم" السبت: "لا يمكنه معارضة نتائج الانتخابات للمرة الثالثة".
وسيكون أي مرشح من هذا النوع بحاجة إلى تشكيل تحالف دقيق مع الكتلة الليبرالية للرئيس، والتي تعارض الكثير من أفكار اليسار، بما في ذلك زيادة الضرائب على الأثرياء لسد الثغرات المالية في البلاد. كما سيتعين عليهم إقناع تيار يمين الوسط بالتسامح مع حكومة أقلية أخرى.