الخرطوم.. اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع ونزوح مئات الأسر
تشهد السودان منذ صباح اليوم (السبت) تبادل القصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالتزامن مع زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بورتسودان، وقال شهود عيان ان مئات الأسر السودانية، نزحت صباح اليوم من مدينة بحري شمال الخرطوم.
وأفاد شهود عيان في منطقة حطّاب بمدينة بحري شمال الخرطوم، حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش السوداني، أن مئات الأسر فرّت من المنطقة "بعد اشتداد القصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع".
وقال السوداني نصر الدين، أحد سكان المنطقة، لوكالة "فرانس برس": "منذ صباح السبت، رحلت مئات الأسر وهي تحمل بعض أمتعتها فوق رؤوسها وتسير شمالا هربا من القصف المدفعي".
ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
عشرات آلاف القتلى
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. في حين تفيد تقديرات أنها قد تصل إلى "150 ألفا".
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
وفيما تشتد المعارك السبت في العاصمة، وصل مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية لمدة يومين.
وعقب وصوله تفقد غبرييسوس مستشفى بورتسودان ومركزا لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال، وفي هذا الصدد قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في تصريحات للصحافيين بعد وصول المسؤول الأممي: "الزيارة للوقوف على الوضع الصحي في البلاد".
والجمعة دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين من ويلات الحرب.
وأشار محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصّي الحقائق بشأن السودان، إلى "الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين".
وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق الانتهاكات في البلاد منذ اندلاع الحرب منذ قرابة 17 شهرا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.