الجيش الاسرائيلي يبدأ التوغل برياً جنوب لبنان
بعيد ساعات قليلة من الغارات الاسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت طالت أحياء عدة، انطلق الغزو البري الإسرائيلي لعدد من القرى الحدودية، في عملية عسكرية أسماها الجيش الإسرائيلي "سهام الشمال".
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية "محددة الهدف والدقة" ضد أهداف لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان.
"شريط ضيق"
وكشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن "خطة الغزو تتضمن دخول القوات الإسرائيلية إلى شريط ضيق على الحدود".
كما أضافوا أن هذا "الغزو بدأ مع مجموعات صغيرة من قوات الكوماندوز، مصحوبة بغطاء جوي وقذائف مدفعية أطلقت من إسرائيل".
إلا أنهم لفتوا إلى إمكانية أن تتطور الخطة إلى غزو أكبر، وفق ما نقلت صحيفة نيو يورك تايمز".
الجيش اللبناني ينسحب
في المقابل، أكدت مصار "العربية" أن الجيش اللبناني انسحب من عدد من النقاط الحدودية قبيل بدء الغزو.
أتت تلك التطورات فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن أهداف حزب الله تقع في قرى قريبة من الحدود، وتشكل "تهديدا مباشرا للمجتمعات الإسرائيلية في شمال إسرائيل.
كما أضاف أن سلاحي الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية بضربات دقيقة.
أميركا تعطي الضوء الأخضر
بالتزامن مع هذا الغزو البري، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزير لويد أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس، واتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني من شن هجمات على غرار هجمات السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل"، ما أوحى بأنه ضوء أخضر أميركي.
إلا أن أوستن أكد في الوقت عينه على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود.
وكان غالانت أكد أن المرحلة التالية من الحرب على امتداد الحدود الجنوبية للبنان ستبدأ قريباً، وستدعم هدف إعادة الإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله على مدى السنة الماضية من المواجهات اليومية.
يذكر أن تلك التطورات الميدانية الدراماتيكية أتت بعد ضربات إسرائيلية تلقاها حزب الله في لبنان على مدى الأسبوعين الماضيين، كان آخرها اغتيال أمينها العام حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي بأكثر من 80 قنبلة ضخمة على مقر القيادة للحزب في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
ورغم التصعيد المتواصل، أكد نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم في أول تعليق له بعد اغتيال نصرالله أن حزب الله ماضٍ في مواجهته مع إسرائيل، أو ما سمّاها "جبهة إسناد غزة"، رغم الخسائر الضخمة التي مني بها.
في حين اكتفت إيران بالتأكيد أن حزب الله وما سّمته بمحور المقاومة قادر على الرد، مؤكدة في الوقت عينه أنها لن ترسل قوات إيرانية إلى لبنان لمؤازرة الحزب الذي يعد أقوى فصائلها المسلحة في المنطقة، و"درة تاجها".
استهداف مخيم عين الحلوة
على وقع هذه التطورات، أفاد سكان محليون في بلدة عيتا الشعب الحدودية اللبنانية بقصف عنيف وصوت طائرات مروحية وطائرات مسيرة في السماء كما أشارت وسائل إعلام لبنانية أن الجيش الإسرائيلي شن غارة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطنيين في محيط مدينة صيدا جنوبي لبنان.
وقال مسؤولان أمنيان فلسطينيان إن الغارة الإسرائيلية على مخيم عين الحلوة، استهدفت منير مقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة فتح، وفق ما أفاد قيادي من داخل المخيم لوكالة فرانس برس.
وقال القيادي طالبا عدم ذكر اسمه إنّ "الغارة الإسرائيلية استهدفت منزل نجل اللواء منير المقدح"، مؤكدا أنها أسفرت عن "وقوع إصابات"، لكن من دون أن يتأكد في الحال ما إذا كان المقدح، الذي تقول إسرائيل إنّه قائد "كتائب شهداء الأقصى" في لبنان، موجودا داخل المنزل لحظة استهدافه أم لا.
وتعد هذه أول غارة على المخيم، الأكبر بين العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، منذ تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام.