الحوثيون وإيران: وهم القوة الوكيلة وجمود الصراع الإقليمي

يعيش اليمن، بفضل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، حالة من الفوضى المستمرة، حيث تُفاقم هجماتهم على الشحن البحري والمدنيين اليمنيين الأزمة الإنسانية. النظام الإيراني، الذي يُروج لسياسة إشعال الحروب عبر وكلائه، يجد نفسه في مأزق استراتيجي، حيث باتت قواه الوكيلة، بما في ذلك الحوثيون، عاجزة عن تحقيق أهدافه الإقليمية. في الوقت ذاته، يواجه الشعب الإيراني نظامه القمعي، ساعيًا لتحقيق التغيير.
الحوثيون: أداة إيرانية عاجزة عن النصر
منذ أكتوبر 2023، كثّف الحوثيون هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر، مُدعين دعم الفلسطينيين في غزة. وفقًا لتقرير صادر عن "مجلس العلاقات الخارجية" في مارس 2025، تسببت هذه الهجمات في تعطيل التجارة العالمية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن وإلحاق الضرر بالاقتصاد اليمني المنهار. إيران، التي تُزود الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، حسب تقارير الأمم المتحدة، تسعى لتعزيز نفوذها في مضيق باب المندب الاستراتيجي. لكن هذه الاستراتيجية وصلت إلى طريق مسدود. في أبريل 2025، أفادت صحيفة "التيليغراف" أن إيران بدأت سحب قواتها من اليمن، خوفًا من التصعيد مع الولايات المتحدة بعد موجة الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين. هذا التراجع يكشف حدود نفوذ إيران، حيث فشل الحوثيون في تحقيق انتصارات عسكرية أو سياسية، مُفاقمين معاناة اليمنيين، حيث قُتل أكثر من 377,000 شخص ونزح الملايين، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. النظام الإيراني، الذي يعتمد على وكلاء مثل الحوثيين وحزب الله، يجد نفسه عاجزًا عن مواجهة الضغوط الدولية، مما يُبرز جمود استراتيجيته.
مقاومة الشعبين: اليمنيون والإيرانيون يتحدون ضد الظلم
في اليمن، يعاني الشعب من هيمنة الحوثيين، حيث تُظهر الاحتجاجات في صنعاء وتعز رفضًا شعبيًا متزايدًا لسيطرتهم. في إيران، يواجه النظام انتفاضات شعبية بسبب الفساد والفقر، حيث يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر، وفقًا لصحيفة "انديشه نو". التضخم الذي بلغ 168% وانقطاع المياه والكهرباء أشعلا مظاهرات في خوزستان وأصفهان، حيث هتف المتظاهرون: “عدونا هنا، يكذبون ويقولون أمريكا”. وحدات الانتفاضة، المرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق، تُنظم نشاطات ثورية تطالب بـ”إسقاط النظام”. هذا النضال لاقى صدى عالميًا، حيث أقر الكونغرس الأمريكي في مايو 2025 قرارًا يُشيد بخطة مريم رجوي لإيران ديمقراطية، معبرًا عن دعم الشعب الإيراني. بينما يُحاول النظام الإيراني إشعال الحروب عبر الحوثيين، فإن مقاومة الشعبين اليمني والإيراني تُظهر أن هذه الاستراتيجية لم تُعد مجدية. في مايو 2025، أعلن الحوثيون وقف هجماتهم بعد ضربات أمريكية وإسرائيلية مكثفة، وفقًا لتغريدات على منصة إكس، مما يُبرز فشل إيران في الحفاظ على وكلائها كأدوات فعالة.
النظام الإيراني، عبر دعمه للحوثيين، يُفاقم معاناة اليمنيين ويُعطل التجارة العالمية، لكنه يواجه مأزقًا استراتيجيًا مع تراجع نفوذ وكلائه. الحوثيون، كأداة إيرانية، فشلوا في تحقيق أهداف طهران، بينما يقاوم الشعب الإيراني نظامه القمعي. شباب الانتفاضة، بدعم خطة رجوي، يقودون ثورة تُلهم العالم، مُؤكدين أن نهاية هذا الظلم باتت وشيكة.