الذهب يخترق حاجز الـ3800 دولار ويتجه لأفضل أداء شهري في 14 عاماً

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً جديداً يوم الثلاثاء، لتصل إلى مستوى قياسي، وتتجه لتسجيل أفضل أداء شهري لها منذ 14 عاماً. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعاً بتصاعد المخاوف من احتمال إغلاق الحكومة الأميركية الوشيك، إلى جانب ازدياد التوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأميركية، مما عزز الطلب على المعدن الأصفر بوصفه ملاذاً آمناً.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 3848.65 دولار للأونصة بحلول الساعة 03:09 بتوقيت غرينيتش. وقد سجل المعدن الثمين ارتفاعاً بنسبة 11.6 في المائة حتى الآن هذا الشهر، وهو في طريقه لتحقيق أفضل أداء شهري له منذ أغسطس (آب) 2011، إذا استمر هذا الزخم. في الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.6 في المائة لتصل إلى 3877 دولاراً.
ضبابية الإغلاق ودعم الفائدة
أشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في «كيه سي إم تريد»، إلى أن «التهديد الوشيك بإغلاق الحكومة يخلق ضبابية من الشك وعدم اليقين في السوق، مما ساعد في تسريع وتيرة مكاسب الذهب». وأضاف ووترر أن «مستوى 4 آلاف يبدو الآن هدفاً قابلاً للتحقق للذهب بنهاية العام، خصوصاً أن ديناميكيات السوق مثل انخفاض أسعار الفائدة واستمرار النقاط الجيوسياسية الساخنة لا تزال تعمل لصالح المعدن النفيس».
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يبدو فيه أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وخصومه الديمقراطيين لم يحققوا تقدماً يذكر في اجتماع للبيت الأبيض يهدف إلى تجنب إغلاق حكومي محتمل قد يعطل مجموعة واسعة من الخدمات بدءاً من يوم الأربعاء.
وفيما يخص السياسة النقدية، عززت البيانات الاقتصادية الأخيرة التوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» هذا العام، حيث يسعّر المتداولون حالياً فرصة تبلغ 89 في المائة تقريباً لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي». وتجدر الإشارة إلى أن الذهب، الذي يُستخدم غالباً مخزناً آمناً للقيمة خلال أوقات عدم اليقين السياسي والمالي، يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
ترقب للبيانات الأميركية
في مؤشر على قوة المعنويات، أظهر صندوق «إس بي دي آر غولد تراست»، أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، أن مقتنياته ارتفعت بنسبة 0.60 في المائة يوم الاثنين، لتصل إلى 1011.73 طن متري، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو (تموز) 2022.
وينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات أميركية مهمة هذا الأسبوع، بما في ذلك تقارير الوظائف الشاغرة، وكشوف رواتب القطاع الخاص، ومؤشر مديري المشتريات الصناعي (ISM)، وتقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره يوم الجمعة، للحصول على مزيد من المؤشرات حول صحة الاقتصاد.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة العمل الأميركية أكدت يوم الاثنين، أن وكالتها الإحصائية ستعلق إصدار البيانات الاقتصادية، بما في ذلك التقرير الشهري للتوظيف الذي يترقبه الجميع لشهر سبتمبر (أيلول)، في حال حدوث إغلاق جزئي للحكومة.
وفيما يخص المعادن الأخرى، استقرت الفضة الفورية عند 46.93 دولار للأونصة، بعد أن سجلت مكاسب بنسبة 18.2 في المائة حتى الآن هذا الشهر، وهي في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ يوليو 2020. في المقابل، انخفض البلاتين بنسبة 0.8 في المائة إلى 1588.70 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.7 في المائة إلى 1258.60 دولار.