لبنان.. نهاية عهد تصدير الثورة الإيرانية وميلاد التغيير في إيران

في تصريح لافت ومعبّر، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن:
«عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى، ولن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة، ونحن طلاب سلام».
هذا التصريح الصريح يُعدّ تحوّلاً مفصلياً في الموقف الرسمي اللبناني، ويعبّر عن بداية نهاية النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة، بعد سنوات من الهيمنة من خلال ميليشيات طائفية وكيانات خارجة عن القانون.
تصاعد الغضب الشعبي في إيران
في الداخل الإيراني، تزداد وتيرة الغليان الشعبي، حيث لا يكاد يمرّ أسبوع من دون تظاهرات أو حراك احتجاجي، شمل شرائح مختلفة من المعلمين إلى المتقاعدين، ومن طلاب الجامعات إلى أهالي الضحايا. تتّسع رقعة النقمة على النظام، خاصة بعد فشل سياساته الاقتصادية والقمع السياسي والديني المستمر. واللافت أنّ هذه التظاهرات باتت تتّسم بشعارات واضحة تدعو لإسقاط النظام، مع تصاعد الدور النشط لوحدات المقاومة داخل البلاد.
دعم دولي يتصاعد
على الصعيد الدولي، تتسع دائرة الدعم للمقاومة الإيرانية وللشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية.
ففي بريطانيا، أعلن أكثر من 450 نائباً من مجلس العموم تأييدهم لتطلعات الشعب الإيراني من أجل تغيير ديمقراطي، وأكدوا دعمهم الكامل لخطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، والتي تدعو إلى جمهورية ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة، التعددية، إلغاء حكم الإعدام، والمساواة بين الجنسين.
أما في الولايات المتحدة، فقد تبنى الكونغرس الأمريكي مؤخراً قراراً داعماً لمطالب الشعب الإيراني، وأشاد فيه بدور المقاومة المنظمة، مع دعوة الإدارة الأمريكية لاتخاذ سياسة حازمة تجاه النظام الإيراني ودعمه للإرهاب.
انهيار مشروع "الهلال الإيراني"
تتوالى الإشارات عن انحسار مشروع "تصدير الثورة" الذي لطالما تغنّى به النظام الإيراني منذ 1979. فقد بات هذا المشروع عبئاً على الشعوب التي نُكبت به، من سوريا إلى العراق، ومن اليمن إلى لبنان، وأخيراً داخل إيران نفسها.
تصريحات نواف سلام ليست سوى مرآة لتحوّل شعبي ورسمي يتبلور في المنطقة، عنوانه استعادة السيادة الوطنية ورفض أي وصاية من نظام الملالي.
إشراقة الأمل والتغيير
كل هذه التطورات، مقرونة بالحراك الشعبي المستمر داخل إيران، ودور النساء والشباب في مقدّمة المشهد، تعطي إشارة واضحة أن التغيير قادم لا محالة.
خطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط ليست فقط بديلاً سياسياً بل هي رؤية وطنية جامعة تفتح آفاقاً لمستقبل حر، آمن، ومتقدّم لشعب إيران وللمنطقة ككل.
بين سقوط هيمنة الملالي في بيروت، وتصاعد لهيب الغضب في طهران، وتنامي التأييد العالمي لتطلعات الشعب الإيراني، يتجلّى فجر جديد.
إنها بداية النهاية لحكم ولاية الفقيه، وميلاد عهد ديمقراطي جديد في قلب إيران.