في نداء مشترك دعا البابا فرانسيس وناصر الدين عمر، الإمام الأكبر لمسجد الاستقلال في إندونيسيا، إلى تعزيز الحوار بين الأديان ومكافحة العنف المستلهم دينياً وحماية البيئة خلال زيارة تاريخية إلى إندونيسيا. جاءت هذه الدعوة في قلب زيارة البابا التي تهدف إلى تعزيز الصداقة بين الأديان ومواجهة التحديات البيئية العالمية.
وقد وقّع البابا فرنسيس وإمام جاكرتا الأكبر أمام مسجد الاستقلال في العاصمة الإندونيسية، اليوم الخميس، نداء مشتركا لمواجهة "الاستغلال الديني للصراعات" وللتصدي للتغير المناخي.
"إعلان الاستقلال"
وفي ندائهما المشترك وعنوانه "إعلان الاستقلال" يبدي الحبر الأعظم والإمام الأكبر قلقهما إزاء "التجريد من الإنسانية" المرتبط بـ "تعميم الصراعات والعنف"، ويدعوان إلى "اتّخاذ تدابير حاسمة للحفاظ على سلامة البيئة الطبيعية ومواردها".
ويشكّل الحوار بين الأديان أحد المواضيع الرئيسية لهذه الزيارة البابوية التي تستغرق ثلاثة أيام إلى الأرخبيل الذي يضم 17500 جزيرة والذي يعيش فيه أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم (242 مليونا) مع حوالى ثمانية ملايين كاثوليكي.
وقال إمام مسجد جاكرتا نصر الدين عمر لوكالة فرانس برس "لدينا رسالتان مهمتان. الأولى هي أن (...) الإنسانية واحدة فقط. والثانية، كيف يمكن إنقاذ بيئتنا. وهذان موضوعان مهمان جدا اليوم".
وقال البابا الأرجنتيني البالغ 87 عاما في حضور ممثلي الطوائف الست المعترف بها رسميا في #إندونيسيا (الإسلام والبروتستانتية والكاثوليكية والبوذية والهندوسية والكونفوشيوسية) "انظروا دائما إلى العمق لأنه هناك فقط يمكننا أن نجد ما يوحدنا بعيدا عن الاختلافات (...) كلنا إخوة وحجاج".
وأضاف "نتحمل المسؤولية أمام الأزمات الخطيرة والمأساوية أحيانا، التي تهدد مستقبل البشرية، لا سيما الحروب والصراعات التي يغذيها للأسف استغلال الدين أيضا، ومواجهة الأزمة البيئة التي صارت عائقا أمام نمو وتعايش الشعوب".