بدأ البابا فرنسيس المرحلة الثانية من زيارته الرسولية الخامسة والأربعين، وقد وصل مساء اليوم (الجمعة)، إلى عاصمة بابوا غينيا الجديدة في زيارة تاريخية والتي ستستمر ثلاثة أيام.
وكان قد اختتم بابا الفاتيكان زيارته إلى إندونيسيا الجمعة بعد ترؤسه قداسا أمام حشد ضم أكثر من 100 ألف شخص قبيل توجهه لبابوا غينيا الجديدة من جولته بجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.
وتضم البلاد المتعددة الأعراق الواقعة في المحيط الهادئ تسعة ملايين نسمة غالبيتهم من المسيحيين.
ويتوقع أن يجدد البابا في بابوا غينيا الجديدة دعواته للدفاع عن البيئة في حين تشهد البلاد عمليات قطع أشجار الغابات، وسيزور الأحد أقصى الشمال الغربي.
وبعدما أمضى البابا ثلاثة أيام في جاكرتا، وصل في وقت مبكر من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي إلى مطار العاصمة بور موريسبي، حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمية مع فرش السجادة الحمراء.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بتجمع مئات الأشخاص على طول الطرق المؤدية إلى وسط العاصمة لرؤية موكب البابا يمر محاطا بإجراءات أمنية مشددة. وحمل الكثير منهم شموعا في أيديهم.
البابا فرنسيس البالغ من العمر 87 عاما لم يشارك في أي أحداث رسمية اليوم الجمعة باستثناء مراسم وداع ورحلة استغرقت ست ساعات إلى بورت مورسبي (عاصمة بابوا غينيا)، ما منحه نوعا من الراحة بعد برنامج مزدحم استمر لمدة ثلاثة أيام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
وتوجت الزيارة بقداس أقيم بعد ظهر الخميس أمام حشد ملأ ملعبين رياضيين وامتد إلى ساحة انتظار سيارات.
ودعا إلى وحدة دينية الخميس في عظته أمام عشرات آلاف الأشخاص، بعد لقاء مع ممثلي الطوائف المعترف بها رسميا في أكبر المساجد بجنوب شرق آسيا.
وقال "أشجّعكم على أن تزرعوا المحبّة، وأن تسيروا بثقة على درب الحوار، وأن تمارسوا أيضًا صلاحكم ولطفكم... لكي تكونوا بُناة وحدة وسلام"، أمام أكثر من 80 ألف مصل احتشدوا في الاستاد في جاكرتا.
الزيارة الأولى منذ يوحنا بولس الثاني
ويعتبر فرنسيس أول بابا يزور هذه المستعمرة الأسترالية السابقة منذ يوحنا بولس الثاني الذي اجتذب حشودا ضخمة هناك في عامَي 1984 و1995.
ويشكّل المسيحيون نحو 98 في المئة من عدد السكان في بابوا غينيا الجديدة البالغ 11,8 مليون نسمة، 25 في المئة منهم كاثوليك. لكنّ هذه الأرقام لا تعكس غنى معتقدات وعادات هذا البلد الذي يضم أكثر من 850 مجموعة عرقية ولغوية.