العالم كما أصبح

العالم كما أصبح

كلما ابتعدت عن الكتابة يعود صديقي العزيز مصطفى الدسوقي ليعيدني اليها. وفي اسباب ابتعادي شعور ان هذا الجهد من غير ذي نفع حيث استُبدلت الافكار بالشعارات، وبات العالم اشبه بقطار خرج عن مساره ويسير بسرعة جنونية من دون مكابح. فمن يسوق القطار مجنون ينتشي بأصوات مجانين يهتفون له ويشجعونه على المضي قدما والاصطدام بقطار اخر هو الاخر خارج السيطرة. 

من أين أبدأ؟ ربما من قلب المأساة التي تجري في غزة، حيث السنوار زعيم حماس يقود قطارا غير آبها بسلامة راكبيه او بالأحرى تراه يساوم على سلامتهم من أجل سلامته الشخصية. هناك من يهتف له ويشجعه على زيادة سرعة القاطرة والمقطورة ولو مات جميع من فيها. 

من هو السنوار؟ هو الذي أرغم فلسطينيا على دفن شقيقه حيا، وهو الذي يعتد بخنق مشتبه به بالعمالة لإسرائيل بيديه؟ كيف يصبح السنوار رمزا للحرية وهو لا يعترف بمبدئها ويمارس نقيضها في مملكته الغزاوية؟ كيف لجرائمه ان تساعد الفلسطينيين وقضيتهم؟ 

المشكلة تكمن في ان هذه التساؤلات المشروعة لا تصمد امام بضعة كلمات تنشرها ممثلة افلام اباحية من اصول لبنانية على منصة "اكس" تطلب ممن يوثق ذبح اليهود المدنيين على منصات التواصل الاجتماعي ان يصور افقيا بجواله من اجل ان تستمع بمشاهدة أكثر وضوحا لهذه العمليات البربرية. عندها ومتابعيها الكثر السنوار بطلا وفي عالمنا المجنون ميا خليفة ممثلة افلام اباحية تصبح أحد رموز القضية الفلسطينية. اما كلماتي وأسئلتي فلا جمهور لها لانها تجعل مني مجرد عميل. 

لنترك غزة برهة ولنذهب غربا الى الولايات المتحدة تحديدا حيث الشابة ليا تومسون اعلنت عن تحولها الى امرأة قبل اعوام قليلة. هذا التحول نقلته الى حوض السباحة الرياضة التي مارستها ”شابا“ فخاضت مع جامعتها ”بن ستايت ” بطولات للفئات النسائية وربحت بطولة الجامعات الامريكية. طبعا هذا الموضوع اثار نقاشات وما زال في الأوساط الرياضية وغيرها حول منطق مشاركة رجل أعلن تحوله الى امرأة في بطولات نسائية ولو كان خضع قبلا لعلاجات كما يتطلب قانون اتحاد الجامعات الامريكية تقلل من هرمونات رجوليته، فتكوين ليا تومسون الجسدي يعطيها تفوق على المتسابقات النساء. اما القول انه من المجدي اقامة بطولات لتلك الفئات التي تحولت جنسيا ليصبح الأمر أكثر عدلا فهذا يعرضك للنبذ واتهامات بالفوبيا والعنصرية. 

ولننتقل الى الجار الكندي حيث حكم على ساعي البريد روب هوغلاند من فانكوفر بالحبس لمدة ٦ أشهر لأنه رفض اعطاء طفلته التي لم تكن بلغت العاشرة من العمر عقاقير وعلاجات هرمونية تساعدها على التحول الى صبي. هذه العقاقير يتبين مع الوقت انها لها اثارا مدمرة على متناوليها اذ تدفعهم غالبا الى الندم من اتخاذ قرارا لا يملكون النضج الكافي لاتخاذه ويقودهم في بعض الحالات الى الانتحار. المهم ان ما قرره الاخصائيون التي عرضت عليهم الطفلة غلب قرار الاب. وهذا شيء سوريالي. اما القول ان حوالي 85% من الأطفال يتوقفون عن الاعتقاد بأنهم من الجنس الآخر بمجرد انتهاء فترة البلوغ والكلام عن شعور اطباء بقلق عميق بخصوص الآثار السلبية لمنع البلوغ وابتلاع ادوية الهرمونات الجنسية على الأطفال والمراهقين يعد هرطقة ويسجن صاحب هذا الكلام. 

المشكلة الاساس تكمن في ان النقاش في اي موضوع ممنوع وإننا امام ديكتاتورية اقليات اكانت عرقية او جنسية او من اي نوع اخر، تريد الانتقام وتعتبر كل من يعارضها مذنبا اساسا ومرتكب بالتواتر لكل جرم او اعتداء او تهجم مورس سابق وحاليا على هذه الفئات وبالتالي يصبح الرأي المعارض لأي نظرية تتبناها تلك الاقليات محط ادانة وغير قابل للنقاش وسرعان ما تقوم محاكم التفتيش لتدين من تجرأ وتفوه به. 

هذا ما أصبح عليه عالمنا اليوم. نحن في الشرق اعتدنا على العيش بظل ديكتاتورية من نوع ديني تمنع على الآخر الاختلاف والنقاش وتصر بأن الوحي يملك الاجابة عن كل المسائل فنصبح كلنا أسرى إطار التفسير اي كما كتب المطران جورج خضر أسرى اطار اللغة. ويخون ويهدر دم من يذهب في منحى اخر، يطالب بالدخول في طور العقل النقدي لكل الاشياء بدء بالمقدس. الم يكن هذا مصير فرج فودا ونصر حامد ابو زيد وسلمان رشدي وغيرهم؟ 

كنا نرجو ان ينتقل الانسان العربي الى البنيان الحضاري الذي لا مهرب فيه من الغرب. لنتفاجأ بان نهجنا هذا عُمم على الغرب. 

لماذا الكتابة إذا يا صديقي مصطفى وعن ماذا ان كان صوت ممثلة افلام اباحية اكثر تأثيرا على الجماهير من كل حرف نخطه؟ 

ستقول لي لان صوتها سيخفت سريعا كصوت النحاس الذي يرن إثر قرعه فالعالم ولو تاه لمدة سيحتاج الى فكرة. 

وقد يكون صديقي على حق. 

قراءة المزيد

أحمد السقا كاد يفقد حياته في "السرب"... عبوة ناسفة انفجرت فيه

أحمد السقا كاد يفقد حياته في "السرب"... عبوة ناسفة انفجرت فيه

يحرص النجم المصري أحمد السقا على تنفيذ مشاهد الأكشن في أعماله التمثيلية بنفسه، ولا يستعين بدوبلير مهما كانت الصعوبات والخطورة، ففي فيلمه الأخير "السرب"، كاد يفقد حياته مرتين، مرة في مشهد أكشن نفّذه وأمامه دبابة وقد كادت تدهسه حين سُحب رباط الحذاء، ولكن العناية الإلهية أنقذته

نادين نسيب نجيم تحذّر من أطباء التجميل... من قصدت؟

نادين نسيب نجيم تحذّر من أطباء التجميل... من قصدت؟

هاجمت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم أطباء التجميل الذين يسعون لتصدّر "الترند" على حسابه خصوصية مرضاهم، في ردّ فسّره المتابعون على أنه موجّه لطبيب التجميل الفرنسي فيفيان موريس، على خلفية تقييمه لنتائج عمليات التجميل التي أجرتها ومنحه لها علامة 2 من 10. ووجّهت نادين

مصمّم سعودي يهاجم ياسمين صبري... ما فعلته بفستانه صادم

مصمّم سعودي يهاجم ياسمين صبري... ما فعلته بفستانه صادم

بعد ارتدائها فستاناً من تصميمه في "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي"، كسر المصمّم السعودي يوسف أكبر صمته، وفضح أفعال الممثلة المصرية ياسمين صبري، كاشفاً خبايا تعاونه معها ضمن فعاليات المهرجان السعودي الذي أقيم نهاية العام 2023 في جدّة. وفي التفاصيل، نشر أكبر "ستوري" عبر

اتّهام مسلسل "البيت بيتي 2" بإهانة فلاحي مصر... والنقابة تقاضيه

اتّهام مسلسل "البيت بيتي 2" بإهانة فلاحي مصر... والنقابة تقاضيه

حرّك مسلسل "البيت بيتي" بجزئه الثاني الشارع المصري، لتضمّنه مشاهد ساخرة وإهانات للفلاحين المصريين وبالتحديد حينما وصف بطل العمل كريم محمود عبدالعزيز الفلاحين بكونهم عبيداً. واعتبر نقيب الفلاحين المصريين حسين عبد الرحمن أبو صدام أن المسلسل يتنمّر ويسيء إلى فلاحي مصر، لسخريته من لهجتهم ومظهرهم