كيف تحصل على أرخص تذاكر الطيران؟
يبحث المسافرون باستمرار عن تذاكر طيران بأسعار مناسبة، وغالبًا ما يشعر البعض أن العثور على عرض جيد مهمة صعبة، لا تقل عن محاولة العثور على وجبة مقبولة على متن الطائرة. لكن خبراء السفر يؤكدون أن هناك قاعدة ذهبية لتوفير المال: كن مرنًا.
يقول جيمس بايرز، رئيس قسم المنتجات في "Google Flights": "المرونة في تواريخ السفر هي أهم نصيحة نقدمها دائماً لمن يبحث عن أسعار منخفضة". وأوضح أن مجرد تعديل موعد الرحلة بيوم أو يومين قد يؤدي إلى توفير كبير، خصوصًا عند تجنب أوقات الذروة مثل عطلات نهاية الأسبوع.
أرخص الأيام للسفر
تشير بيانات "Google Flights" إلى أن أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء تُعد الأرخص للسفر جواً، حيث تقل الأسعار في هذه الأيام بنسبة تصل إلى 13% مقارنة بعطلة نهاية الأسبوع. وقد استندت "غوغل" في تحليلها إلى بيانات أكثر من 4000 وجهة سفر داخل الولايات المتحدة، بين عامي 2021 و2025.
أما تقرير "Hopper" لعام 2025 فيؤكد أن الرحلات التي تُغادر في منتصف الأسبوع توفر للمسافرين ما معدله 42 دولارًا لكل تذكرة، أي حوالي 14%.
الأحد هو الأغلى
تقول هايلي بيرغ، كبيرة الاقتصاديين في "Hopper"، إن يوم الأحد غالباً ما يكون الأغلى بسبب الازدحام في المطارات مع عودة المسافرين من عطلاتهم. وتضيف أن من يرغب بعطلة قصيرة يمكنه توفير مبلغ كبير عبر السفر يوم الأربعاء والعودة يوم السبت أو الاثنين بدلاً من الأحد.
العطلات ترفع الأسعار
ورغم هذه الاتجاهات العامة، إلا أن السفر خلال العطلات الرسمية يبقى استثناءً، حيث ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ نتيجة الإقبال الكبير. وتشير بيانات "Hopper" إلى أن حتى أسعار الفنادق ترتفع بنحو 20% (أي ما يعادل 50 دولاراً لليلة) إذا كان تسجيل الوصول في عطلة نهاية الأسبوع، مقارنةً بأيام منتصف الأسبوع.
خرافة يوم الحجز الأرخص
من الأفكار الشائعة بين المسافرين أن يوم حجز التذكرة يؤثر على السعر بشكل كبير، لكن محللة السفر في "NerdWallet" سالي فرينش تنفي ذلك. وتوضح أن "الأهم هو يوم السفر، وليس يوم الحجز".
تاريخيًا، كان الثلاثاء يُعتبر الأنسب لحجز التذاكر، لكن بيانات "Google Flights" تُظهر أن الفرق بينه وبين الأحد لا يتجاوز 1.3%، وهو فارق لا يُعتد به، بحسب جيمس بايرز.
السفر خارج مواسم الذروة
المرونة لا تقتصر على اختيار يوم الأسبوع فقط، بل تشمل أيضًا تجنب السفر خلال مواسم الذروة مثل منتصف الصيف. ينصح الخبراء بالسفر في ما يُعرف بـ"المواسم الجانبية" (Shoulder Season) مثل سبتمبر وأكتوبر، حيث تنخفض الأسعار بشكل كبير.
وفقًا لـ"Hopper"، فإن المسافرين الذين غيّروا مواعيد سفرهم من ذروة الصيف إلى الخريف تمكنوا من توفير 40% في المتوسط، أي ما يعادل 150 دولارًا لكل تذكرة.
تحديات المرونة
بالطبع، لا يستطيع الجميع تطبيق هذه النصائح بسهولة. فالأسر قد تكون مقيدة بإجازات المدارس، وبعض المهن مثل التعليم أو المحاسبة تحد من توقيت الإجازات. كذلك، فإن الرحلات الجماعية أو البحرية غالبًا ما تكون بمواعيد محددة يصعب تغييرها.
بدائل للتوفير
عندما تكون المرونة غير ممكنة، هناك طرق أخرى لتقليل تكلفة السفر، منها:
اختيار الرحلات ذات التوقف (Layovers): قد تكون أقل راحة لكنها توفر نحو 22% مقارنة بالرحلات المباشرة.
الحجز المبكر: أفضل الأسعار للرحلات الداخلية تُرصد عادة قبل 39 يومًا من موعد السفر، و49 يومًا للرحلات الدولية.
السفر بحقيبة يد فقط: لتفادي رسوم الأمتعة ومشاكل فقدان الحقائب.
الخلاصة
القاعدة الأهم لتوفير المال في تذاكر الطيران هي المرونة في مواعيد السفر. ومع بعض التخطيط المسبق، وتفادي مواسم الذروة، واختيار الأيام المناسبة، يمكن للمسافرين تقليل التكاليف بشكل ملحوظ، والاستفادة من رحلات مريحة وذكية من الناحية المالية.