كامالا هاريس تختار حاكم مينيسوتا تيم وولتز مرشحاً لنيابة الرئاسة الأميركيّة
قالت كامالا هاريس، الثلثاء، إنها "فخورة" باختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز شريكا لها في الحملة الديموقراطية للفوز بالرئاسة الأميركية، معوّلة على شخصية من الغرب الأوسط الأميركي لتعزيز حظوظها في مواجهة خصمها الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، لم تعد كامالا هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيسة يملكان الكثير من الوقت لتعريف الناخبين عليهما وإقناعهم بمنحهما أصواتهم في استحقاق الخامس من تشرين الثاني.
وفي أول رد فعل له شدّد وولز على أن اختياره للمنصب هو "أكبر شرف" له، وتعهّد تسخير كل ما لديه من إمكانات قائلا "يذكّرني ذلك قليلا بأول يوم في المدرسة".
ويعد وولز مغمورا خارج ولاية مينيسوتا، وصاحب مسيرة غير تقليدية مقارنة بغالبية السياسيين الأميركيين إذ كان سابقا أستاذ جغرافيا ومدربا لكرة القدم الأميركية.
وقالت هاريس "بصفته حاكما ومدربا ومدرسا ومحاربا قديما، دافع تيم وولز عن مصالح الأسر العاملة وأسرته واحدة منها".
وولز عنصر سابق في الحرس الوطني، ومتحدّر من الريف، وهو ما يمكن أن يجذب جمهورا أوسع من الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد لصالح هاريس التي ستصبح في حال فوزها بالانتخابات أول امرأة وأول سوداء تتولى الرئاسة.
وُينظر إلى وولز على أنه معتدل، لكنّه مع ذلك صاحب مواقف توصف بالتقدمية على غرار تشريع الماريجوانا وتشديد الضوابط على شراء الأسلحة النارية، علما بأنه يقول إنه من هواة الصيد.
وردت حملة دونالد ترامب على الفور ووصفت وولز بأنه "متطرف ليبرالي خطر".
أما الرئيس جو بايدن الذي انسحب من السباق الرئاسي في أواسط تموز وأعلن دعمه لهاريس، فوصف اختيارها لوولز بأنه "قرار ممتاز".
وكتب بايدن على منصة إكس أن الثنائي "سيكون صوتا قويا من أجل العمال والطبقة الوسطى الأميركية. سيكون المدافع الأشرس عن حرياتنا الفردية وديموقراطيتنا".
-جولة على ولايات مفصلية -
ينضم وولز اعتبارا من هذا المساء إلى هاريس في مهرجان انتخابي تعقده في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا.
وبنسيلفانيا من الولايات الأساسية التي رجّحت كفّة بايدن للفوز بالرئاسة في 2020 وسيتعين على الديموقراطيين الفوز بها مجددا في تشرين الثاني.
وسيزوران لاحقا ولايات مفصلية أخرى، في جولة تستمر حتى السبت وستظهر تفاهمهما وانسجامهما.
في منتصف آب سيحتفلان بترشيحهما رسميا خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعقد في شيكاغو.
واضطرت المرشحة الديموقراطية للرئاسة إلى حسم خيارها خلال أسبوعين فقط، في حين تستغرق عملية الاختيار هذه عادة أشهرا، وذلك بعدما أعلن بايدن في 21 تموز سحب ترشّحه لولاية ثانية على خلفية مخاوف تتّصل بتداعيات تقدّمه في السن، وتأييده ترشيح نائبته.
وبقي الترقب لمعرفة مرشحها لنيابة الرئاسة سائدا حتى اللحظة الأخيرة، وكانت قائمة المرشحين المحتملين تتضمن بالأساس عدة رجال بيض، بينهم حاكم ولاية بنسيلفانيا جوش شابيرو والسناتور عن أريزونا رائد القضاء السابق مارك كيلي.
- مواصلة الزخم -
نجحت هاريس خلال أسبوعين في تعويض تخلفها عن ترامب في نوايا التصويت وشهدت تدفق مبالغ طائلة من التبرعات، ما أعطى زخما لانطلاقة حملتها، ويتعين عليها الآن الحفاظ على هذه الدينامية في الأشهر الثلاثة المقبلة.
في منتصف تموز، بعد أيام قليلة على تعرضه لمحاولة اغتيال في بنسيلفانيا، اختار ترامب جاي.دي. فانس مرشحه لمنصب نائب الرئيس، وهو سناتور أربعيني عن ولاية أوهايو، وهي ولاية صناعية أيضا في الغرب الأوسط الأميركي.
لكن فانس أثار سلسلة من القضايا السجالات، مثبتا أنه عبء على حملة الرئيس السابق أكثر مما هو ورقة رابحة بيده.
وسيتوجه فانس في الأيام المقبلة الى بعض الولايات التي سيزورها أيضا الثنائي الديموقراطي، لحمل رسالة ترامب التي تتهم خصوصا هاريس بأنها مسؤولة عن أزمة الهجرة.
ويتهم ترامب منافسته المولودة من أب جامايكي أسود وأم هندية بانها أصبحت مؤخرا تقدم نفسها كـ"امرأة سوداء" لحسابات سياسية.
وتشير المرشحة الديموقراطية التي تركز حملتها بشكل خاص على حماية الحق في الإجهاض، بانتظام الى تجاوزات ترامب وتلخص الانتخابات بسؤال واحد "في أي نوع بلد نريد أن نعيش؟ بلد الحرية والتعاطف ودولة القانون أو بلد الفوضى والخوف والكراهية؟".