خامنئي يهدد دول الخليج في استيصال: أليس الوقت قد حان لإنهاء التساهل مع نظام الملالي؟

خامنئي يهدد دول الخليج في استيصال: أليس الوقت قد حان لإنهاء التساهل مع نظام الملالي؟

في خطاب ألقاه يوم الأربعاء 4 يونيو/حزيران 2025، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة الخميني، أطلق الولي الفقيه علي خامنئي تصريحات نارية تكشف عن حالة استيصال عميقة تعتري نظامه، في محاولة يائسة لإظهار القوة وسط انهيار داخلي ودولي. وبينما يواجه نظامه أزمات اقتصادية خانقة، احتجاجات شعبية متصاعدة، وعزلة دولية غير مسبوقة، لجأ خامنئي إلى لغة التهديد والوعيد، خاصة ضد الدول الإسلامية، لرفع معنويات قوات الباسيج والحرس الثوري المنهارة، محاولاً "إبقاء وجهه محمرّاً بالصفعات"، كما يقال.

تهديدات جوفاء لدول الخليج لإنقاذ وجه النظام
ولم يقتصر خطاب خامنئي على الملف النووي، بل وجه أيضاً رسالة تهديد مبطنة إلى الدول الإسلامية قائلاً: “أود أن أقول جملة للدول الإسلامية. الدول الإسلامية اليوم عليها واجبات كثيرة. أريد أن أقول بصراحة للدول: اليوم ليس مجالاً للمجاملة والمراعاة والحياد. اليوم ليس يوم الصمت. إذا قامت أي دولة من بين الدول الإسلامية، بأي شكل وبأي ذريعة، بدعم النظام الصهيوني، سواء بتطبيع العلاقات مع أمريكا أو بإغلاق طريق المساعدات لفلسطين أو بتبرير جرائم الصهاينة، فليعلموا يقيناً أن العار الأبدي سيبقى على جبينهم”.
من الواضح أن هذه التهديدات تستهدف بشكل خاص دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية، البحرين، والإمارات، التي اتخذت خطوات نحو تطبيع العلاقات مع أمريكا أو عارضت سياسات النظام الإيراني التوسعية. هذه التصريحات ليست سوى محاولة يائسة من خامنئي لإظهار قوة زائفة، تهدف إلى تعبئة قواته الداخلية، خصوصاً الباسيج والحرس الثوري، الذين يعانون من انخفاض الروح المعنوية نتيجة الأزمات المتلاحقة. لكن هذه التهديدات الجوفاء لا تخفي حقيقة أن النظام يعيش على حافة الانهيار، محاصر بضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة.

الملف النووي: تعنت يعكس الضعف
في خطابه، كرر خامنئي تمسكه ببرنامج التخصيب النووي، واصفاً إياه بـ"المفتاح" الذي لا يمكن التنازل عنه، ورفض المقترح الأمريكي الأخير عبر الوساطة العمانية، الذي يطالب بوقف التخصيب مقابل تحالف إقليمي، واصفاً إياه بأنه "مناهض لمبدأ الاكتفاء الذاتي". هذا التعنت لا يعكس قوة، بل يكشف عن خوف النظام من فقدان آخر أوراقه التفاوضية. فالبرنامج النووي، الذي يراه خامنئي طوق نجاة، هو في الواقع مصدر عزلة إضافية، حيث يزيد من العقوبات الدولية ويفاقم معاناة الشعب الإيراني. تصريحاته المتغطرسة، التي هاجم فيها الولايات المتحدة و"الصهاينة"، ليست سوى محاولة لإخفاء ضعفه أمام المجتمع الدولي.

ترامب والكونغرس: سياسة الضغط الأقصى مستمرة
في المقابل، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ولايته الثانية، سياسة "الضغط الأقصى"، مشدداً على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وفي تصريحات أدلى بها في 31 مايو/أيار 2025، أعرب ترامب عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، لكنه حذر من "عواقب عسكرية" في حال فشل المفاوضات. ومع ذلك، يواجه هذا التفاؤل عقبات كبيرة، حيث يقيد الكونغرس الأمريكي أي مرونة محتملة. العقوبات المفروضة على إيران، والتي تتطلب موافقة تشريعية لرفعها، تجعل من الصعب التوصل إلى تسوية دون تنازلات جوهرية من طهران، وهي تنازلات يرفضها خامنئي بشكل قاطع. هذا التناقض بين تعنت النظام الإيراني وصرامة الموقف الأمريكي يجعل المفاوضات طريقاً مسدوداً.

مؤتمر باريس 2025: دعم المقاومة كبديل استراتيجي
في ظل هذا المأزق، برزت دعوات قوية خلال مؤتمر باريس 2025، الذي حضره ممثلون عن برلمانات أوروبية وأغلبية مشرعين من دول غربية، لدعم المقاومة الإيرانية كبديل عن المفاوضات الفاشلة. وأكد المؤتمر أن الحل لا يكمن في التساهل مع نظام الملالي أو اللجوء إلى الحرب، بل في دعم الشعب الإيراني والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، اللذين يسعيان لإسقاط النظام وإقامة حكومة ديمقراطية. وأشار المتحدثون إلى الأزمات الداخلية التي يعاني منها النظام، من الفقر المدقع والقمع الوحشي إلى الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، كدليل على أن التغيير الحقيقي لن يأتي إلا من داخل إيران بدعم دولي. المقاومة الإيرانية، بقيادة المجلس الوطني، تقدم برنامجاً واضحاً يدعو إلى إيران خالية من الأسلحة النووية، تحترم حقوق الإنسان وتتبنى الديمقراطية، وهو ما يتماشى مع تطلعات المجتمع الدولي.

لماذا حان وقت إنهاء التساهل؟
تهديدات خامنئي لدول الخليج، وخاصة السعودية والبحرين والإمارات، ليست سوى محاولة يائسة لإخفاء الانهيار الداخلي والعزلة الدولية التي يواجهها نظامه. هذه التصريحات تهدف إلى تعبئة قوات الباسيج والحرس الثوري، التي تعاني من تراجع الروح المعنوية بسبب الفشل الاقتصادي والاجتماعي للنظام. لكن هذه التهديدات لا يمكن أن تخفي الحقيقة: نظام خامنئي يقف على حافة الهاوية، محاصر بالعقوبات الدولية، الاحتجاجات الشعبية، والرفض الإقليمي لسياساته التوسعية. سياسة التساهل مع هذا النظام المتطرف، الذي يقمع شعبه ويهدد الاستقرار الإقليمي، لم تعد مجدية. بدلاً من ذلك، كما أكد مؤتمر باريس 2025، يجب على المجتمع الدولي تبني سياسة القاطعية، ودعم نضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام وإقامة حكومة ديمقراطية.

الخلاصة: الشعب الإيراني هو الأمل الحقيقي
إن تهديدات خامنئي الجوفاء لدول الخليج وتمسكه ببرنامج نووي مشبوه، إلى جانب قمع شعبه، تؤكد أن التفاوض مع نظامه لن يؤدي إلى حلول مستدامة. هذه التصريحات، التي تهدف إلى رفع معنويات قواته الداخلية، لا تخفي حالة الاستيصال والضعف التي يعيشها النظام. وبدلاً من مواصلة سياسة التساهل الفاشلة، يدعو المجتمع الدولي، كما عبر عنه مؤتمر باريس 2025، إلى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته في نضاله من أجل الحرية. دعم المقاومة الإيرانية ليس فقط وسيلة لمعالجة التهديد النووي، بل هو السبيل لتحقيق العدالة، الديمقراطية، والاستقرار في المنطقة. اليوم، يقف العالم أمام خيار واضح: إما الاستمرار في مفاوضات محكومة بالفشل، أو تمكين الشعب الإيراني لتحقيق التغيير المنشود.

قراءة المزيد

الجيش اللبناني: ملتزمون بتنفيذ القرار 1701 واتفاقية وقف النار

الجيش اللبناني: ملتزمون بتنفيذ القرار 1701 واتفاقية وقف النار

رداً على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أدان الجيش اللبناني القصف الإسرائيلي، مشددا على أنها تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار. وقال في بيان، اليوم الجمعة، إن تلك الانتهاكات قد تدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية

رئيس بولندا المنتخب يتعهد بموقف حازم ضد رئيس الوزراء

رئيس بولندا المنتخب يتعهد بموقف حازم ضد رئيس الوزراء

قال الرئيس البولندي المحافظ المنتخب كارول ناوروتسكي إن رئيس الوزراء دونالد توسك يجب أن يستعد «لمقاومة قوية من القصر الرئاسي». وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ انتخابات الأحد، وصف ناوروتسكي توسك بأنه «أسوأ رئيس وزراء حظيت به بولندا منذ عام 1989»، وتعهد بالرد بحزم وحسم على أي استفزاز. وتعرض ائتلاف

المشتبه به في الهجوم على مظاهرة يهودية في كولورادو يواجه 118 تهمة

المشتبه به في الهجوم على مظاهرة يهودية في كولورادو يواجه 118 تهمة

مَثُل المشتبه به في مهاجمة مسيرة يهودية في كولورادو بزجاجة حارقة أمام المحكمة الخميس، حيث يواجه أكثر من 100 تهمة في الحادث الذي أدى إلى إصابة 15 شخصاً. وألقى محمد صبري سليمان قنابل حارقة ورشّ مجموعة من الأشخاص بوقود محترق خلال تجمعهم الأحد دعماً للرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم

قاضية تعلّق حظراً يمنع دخول طلاب هارفارد الأجانب إلى أميركا

قاضية تعلّق حظراً يمنع دخول طلاب هارفارد الأجانب إلى أميركا

عرقلت قاضية اتحادية في بوسطن، أمس الخميس، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب منع الطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة أو المشاركة في برامج التبادل في جامعة هارفارد من الدخول إلى الولايات المتحدة. وبموجب أمر مؤقت لصالح جامعة هارفارد، أمرت قاضية المحكمة الجزئية أليسون بوروز بمنع سريان إعلان ترمب إلى حين الفصل