كفى عبثاً: آن الأوان لإنهاء دوامة المفاوضات العقيمة مع نظام الملالي

في وقتٍ لا تزال فيه قضية تخصيب اليورانيوم تمثل العقدة الرئيسية في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة ونظام الملالي في إيران، أطلق عباس عراقجي، وزير الخارجية في النظام الإيراني، تهديداً مباشراً ضد بريطانيا، قائلاً:
"إذا كانت لندن، على غرار واشنطن، تطالب بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، فلن يكون هناك مجال لأي حوار مع طهران."
هذه التصريحات لم تأتِ من فراغ، بل تتناغم تماماً مع سلسلة من الخطابات الصادرة عن قادة النظام، وعلى رأسهم علي خامنئي، الذي اعتبر أن تخصيب اليورانيوم هو "خط أحمر لا يمكن تجاوزه"، مضيفاً بأن النظام "لا ينتظر شيئاً من نتائج المفاوضات"، وكأن الرسالة المقصودة واضحة: إيران لا تسعى إلى حلول، بل إلى شراء الوقت.
ومع كل جولة مفاوضات جديدة، تتكرّر الأسئلة نفسها:
هل هذه المفاوضات مجدية؟ أم أنها مجرد وسيلة يستخدمها النظام للمماطلة وتحصيل مزيد من الوقت؟
هذا ما كانت المقاومة الإيرانية تُحذّر منه منذ سنوات، مؤكدةً أن النية الحقيقية لنظام الملالي ليست الوصول إلى اتفاق، بل الاستفادة من التراخي الدولي لمتابعة مشاريعه النووية والتوسعية في المنطقة.
وقد بات هذا الموقف يجد صداه بشكل واسع في الأوساط السياسية الغربية، حيث عبّر أكثر من 560 نائباً من مجلسي البرلمان البريطاني، من بينهم أغلبية مجلس العموم، عن دعمهم لتغيير النظام في إيران، مؤيدين خطة النقاط العشر التي طرحتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية.
كما أن الكونغرس الأمريكي صوّت مؤخراً على القرار رقم 166 الذي يؤكد على دعم تطلعات الشعب الإيراني للحرية والديمقراطية، إضافة إلى مواقف مماثلة من برلمانات أوروبية، من بينها أغلبية البرلمان في مالطا.
وفي سياقٍ متصل، عقدت الجمعية الوطنية الفرنسية مؤتمراً مهماً في باريس، سلط الضوء على "إرث ثلاثة عقود من سياسة الاسترضاء الفاشلة تجاه النظام الإيراني"، ودعا إلى تبني سياسة حازمة تدعم الشعب والمقاومة الإيرانية.
📎 رابط المؤتمر:
مؤتمر الجمعية الوطنية الفرنسية – مريم رجوي
فهل آن الأوان لإنهاء هذه الحلقة المفرغة من المفاوضات العقيمة؟
وهل ستستيقظ الدول الغربية أخيراً من أوهام "الاتفاق" مع نظام لا يؤمن إلا بالقمع والكذب؟
البديل واضح، والصوت الشعبي والدولي المؤيد للمقاومة أصبح أقوى من أي وقت مضى.