جزء ثانٍ من "أزمة منتصف العمر"... ما مصير ريهام عبد الغفور وكريم فهمي؟
بعد أكثر من عام على انتهاء عرض جزئه الأول الذي ترك بصمته في تاريخ الدراما المصرية، بدأ المخرج كريم العدل والمؤلف أحمد عادل في التحضير للجزء الثاني من مسلسل "أزمة منتصف العمر"، والذي حقق بطلاه النجمان ريهام عبد الغفور وكريم فهمي من خلاله نجاحاً كبيراً، حين عُرض مطلع العام 2023 على منصة "شاهد".
وكشف مؤلف العمل عن مفاجأة في الجزء الثاني حيث أكد غياب نجمَي الجزء الأول عنه، لا بل جميع نجومه، لافتاً الى أن ما يربط الجزءين هو الاسم فقط، حيث تدور أحداث الجزء الثاني حول قصة جديدة بأبطال جدد، وأن الشركة المنتجة بدأت فعلاً في ترشيح أبطال المسلسل والتعاقد معهم.
وشغل مسلسل "أزمة منتصف العمر" الجمهور بسبب قصته المثيرة للجدل والتي تساءل أمامها الكثيرون: "هل هو واقع بغيض أم مبالغة درامية؟"...
وتتمحور أحداث المسلسل حول فيروز التي تزوجت صغيرة من رجل يكبرها بعشرات السنين بعد ضغط من أسرتها.
يبدأ العمل بزواج ابنة البطلة (رنا رئيس)، وهي بعمر العشرين من طبيب أسنان (كريم فهمي) يكبرها بسنوات، تخشى الأم أن تُكرر الابنة مأساتها، لكنها لا تملك قولاً أمام موافقة الابنة وإصرار الأب، وسرعان ما تفتح الزيجة أبواب الجحيم على الجميع.
فالزوج بالأساس له ماضيه الذي يحاول الهروب منه هو الآخر، تارة باختيار فتاة صغيرة لا تناسبه وتارة أخرى باختلاق الأكاذيب وإخفاء الجزء الأعمق والأكثر حقيقة من روحه.
يتقاطع طريق زوج الابنة مع فيروز/أم زوجته فتلمس وتراً بقلبه لم يمسّه أحد من قبل، وبالوقت نفسه يطأ هو حدود روحها بلحظة ضعف، وتتوالى الأحداث.
غير أن مفاجأة تخص علاقة الأم بابنتها قلبت الموازين وزادت الجمهور حيرة، فهي ليست أمها البيولوجية وإنما زوجة أبيها، غير أن الحبكة ظلت مثيرة للجدل الأخلاقي وبالنسبة للبعض مثيرة للاشمئزاز كذلك.
وعلى مستوى التمثيل، اجتهد الجميع لتقديم أفضل ما لديهم، والأهم خروجهم من عباءة الأدوار التقليدية حتى الوجوه الشابة مثل عمرو السعيد وراكين سعد ورنا رئيس وهند عبد الحليم.
في حين ما زال رشدي الشامي متمكناً من أدواته وأجاد دور الرجل البارد الظالم والمتصابي، قبل أن نأتي لكريم فهمي، بطل العمل الذي تحدى نفسه بدور كهذا، خاصة أن الشخصية معقدة وثرية بالانفعالات المتناقضة، التي يحاول التعبير عنها بلغة العيون باذلاً قصارى جهده لعدم تقديم الدور بسطحية، خاصة أنه شارك بكتابة المعالجة مع كريم العدل.
وأخيراً مع الحصان الرابح والجامح، ريهام عبد الغفور، التي بات اسمها بأي عمل كفيلاً باستقطاب قطاع كبير من المشاهدين، مراهنين عليها وعلى اختيارها.
وبأقل الكلمات الممكنة، نظرات عينيها الزائغة، حركات يدها المرتعشة، ووجه شاحب والخالي من مستحضرات التجميل، تلبّست شخصية فيروز، متوحدة مع البطلة التي تعاني من فراغ عاطفي وتاريخ طويل من الإهانة والتهميش.
بسبب حبكته، شبّه البعض العمل بالمسلسل التركي "العشق الممنوع" إذ تزوجت سمر من عدنان بك الذي يكبرها بأكثر من 10 سنوات، قبل أن تقع بحب ابن شقيقه، مما جعل البعض يتوقعون لبطلة "أزمة منتصف العمر" المصير نفسه، ألا وهو الانتحار، وهو بالفعل ما حصل في ختام الجزء الأول من العمل، حيث قامت فيروز بدعوة عمر لتناول العشاء الأخير معها قبل سفره، وقامت بوضع السم في الطعام ليتناوله ويسقط ميتاً، وتتناول مثله الطعام المسموم، مؤكدة أن كل منهما لا يستحق الحياة.
واعتبر متابعون هذه النهاية تقليداً لنهاية فيلم "موعد على العشاء" لأبطاله سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي ومخرجه محمد خان، الذي تم إنتاجه قبل أكثر من أربعين عاماً، فيما رأى فريق آخر أن النهاية المأساوية لأبطاله تعد نتيجة منطقية وعادلة لما ارتكبوه من أفعال غير سوية.