اجتماعات بين موسكو وبيونغ يانغ لتطبيق بنود معاهدة استراتيجية

وصل سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، الأربعاء، إلى بيونغ يانغ حيث سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، بحسب ما أفادت وكالتا "تاس" و"ريا نوفوستي" الروسيتان للأنباء الأربعاء.
وقالت "ريا"، نقلا عن المكتب الإعلامي لمجلس الأمن الروسي، إنّ "المباحثات ستركز على تطبيق بعض بنود معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا الاتحادية وجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، بالإضافة إلى إحياء ذكرى المقاتلين الكوريين الذين شاركوا في تحرير منطقة كورسك" الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.
وتُبرز زيارة وزير الدفاع السابق والمسؤول الأمني الكبير حاليا إلى كوريا الشمالية التقارب المتسارع بين موسكو وبيونغ يانغ.
وتعود آخر زيارة لشويغو إلى الجارة الجنوبية لبلاده إلى مارس (آذار) الفائت.
وعزّزت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري في السنوات الأخيرة، وقد قدّمت كوريا الشمالية لحليفتها روسيا عتادا وعديدا لدعمها في حربها ضدّ أوكرانيا. وأرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود لدعم القوات الروسية في استعادة كورسك، المنطقة التي سيطرت عليها أوكرانيا جزئيا.
ووقّع البلدان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي.
وفي 28 أبريل (نيسان)، أكدت كوريا الشمالية، بعد صمت استمر شهورا، للمرة الأولى أنها أرسلت قوات إلى روسيا بموجب معاهدة الدفاع المشترك بينهما، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، مشيرة إلى أن جنودها ساعدوا موسكو في استعادة مناطق في كورسك الروسية كانت تحت السيطرة الأوكرانية لأشهر.
ومنذ أيام قليلة، أعلن فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف في تقرير أن كوريا الشمالية ساعدت روسيا على زيادة هجماتها الصاروخية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، وزودتها بأكثر من 20 ألف حاوية ذخيرة.
والفريق هو مجموعة تضم 11 دولة عضو في الأمم المتحدة، وتأسس في أكتوبر (تشرين الأول) لمتابعة عقوبات المنظمة الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بعد أن ألغت روسيا والصين لجنة تابعة لمجلس الأمن فرضت عقوبات على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
وذكر الفريق أيضا أن روسيا ساعدت كوريا الشمالية في المقابل على تحسين أداء صواريخها من خلال توفير البيانات لها.
وأضاف أنه تم شحن ما يصل إلى تسعة ملايين قذيفة مدفعية وقاذفات صواريخ من كوريا الشمالية إلى روسيا بواسطة سفن شحن روسية في إطار التعاون العسكري بين البلدين وفي انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.
وقال الفريق في تقريره الأول: "تعتزم كوريا الشمالية وروسيا مواصلة تعاونهما العسكري وتوطيده في المستقبل المنظور على الأقل بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وجاء في التقرير أن مساعدة كوريا الشمالية "ساهمت في (تعزيز) قدرة موسكو على زيادة هجماتها الصاروخية على مدن أوكرانية بما يشمل توجيه ضربات موجهة ضد البنية التحتية المدنية الحيوية".
وأوضح الفريق في التقرير أن كوريا الشمالية نقلت ما لا يقل عن مائة صاروخ باليستي ومدفعية ذاتية الدفع وقاذفات صواريخ بعيدة المدى وذخائر لروسيا منذ أن بدأت شحن عتاد إليها في سبتمبر (أيلول) 2023.
وذكر التقرير أن روسيا في المقابل "دعمت برامج كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية من خلال البيانات، ما أدى إلى تحسن أداء توجيه الصواريخ".
كما أضاف التقرير أن موسكو زودت كوريا الشمالية أيضا بمعدات دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات وأنظمة حرب إلكترونية.
ويضم الفريق أميركا وكوريا الجنوبية واليابان و8 دول أعضاء بالأمم المتحدة. وتشكل الفريق بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد تجديد عمل لجنة تابعة للأمم المتحدة فرضت عقوبات على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية لمدة 15 عاما. وامتنعت الصين عن التصويت.