تستمر فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء، وأفواج الإطفاء الحراجي، بمساندة الأهالي، والطائرات المروحية التابعة لوزارة الدفاع، بالعمل على مواجهة حرائق الغابات في ريفي اللاذقية وحماة.
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 50 فريق إطفاء مزودة بسيارات إطفاء وصهاريج تزود بالمياه، مع وجود آليات ثقيلة لفتح طرقات وخطوط نار تسهل وصول فرق الإطفاء وقطع تقدم النيران، كما وصلت مؤازرات لفرق الإطفاء من حمص وحلب وإدلب ودمشق وريف دمشق ودرعا، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
عدة بؤر
من جهته أوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في تصريحات الجمعة، أن الفرق استطاعت بمساندة من الأهالي وقف تمدد النيران في عين الكروم وطاحونة الحلاوة وأبو كليفون بريف حماة.
وبيّن الصالح أن النيران امتدت في محور قرية عناب باتجاه أحراج شطحة، مضيفاً أن الفرق أعادت انتشارها لمواجهة الحرائق، وأن مروحيات وزارة الدفاع تشارك بالإخماد في هذا المحور.
كما أردف أن الفرق استطاعت بمساندة الأهالي وقف تمدد النيران في قرية فقرو والتمازة والغابات على طريق بيت ياشوط، لكن الحرائق ما زالت مستمرة في عدة بؤر في الجبال شديدة الوعورة ويتم العمل لمحاولة عزلها.
صعوبات كبيرة
وفي اللاذقية، كشف الصالح خلال جولة في منطقة كسب أنها المحور الأكثر انتشاراً للنيران في المحافظة، إذ امتدت النيران في الغابات إلى عدة بؤر في النبعين والشجرة، مشدداً على أن الفرق تعمل لمحاصرة النيران ووقف انتشارها في أحراج قرية كفرتة وبروما في جبل الأكراد في ظل وجود صعوبات كبيرة بسبب انتشار مخلفات الحرب.
كما أكد على أهمية دعم الأهالي والمجتمع المحلي لما يقدمونه من مساندة فعالة للوصول السريع إلى مواقع الحرائق، لافتاً إلى استخدام تقنيات متعددة في الإطفاء المباشر والعزل، إضافة لمواد خاصة بحرائق الغابات، والتي أثبتت فعاليتها في ريف حماة الخميس.
يأتي ذلك فيما تواجه الفرق صعوبات مع اشتداد الرياح التي تؤدي إلى سرعة انتشار الحرائق، وارتفاع درجات الحرارة، والتضاريس شديدة الوعورة التي تمنع وصول آليات الإطفاء لبؤر الحرائق، وعدم وجود خطوط نار تسمح بوصول سيارات الإطفاء وتشكل حواجز قطع أمام انتشار الحرائق، ووجود ألغام ومخلفات حرب في أغلب المناطق التي تشهد حرائق ما يشكل تهديداً كبيراً على سلامة الإطفائيين.
وكان الدفاع المدني السوري، قد أعلن مساء الخميس، إخماد فرق الإطفاء 6 حرائق غابات من أصل 10 اندلعت خلال اليومين الماضيين في 4 محافظات إثر ارتفاع درجات الحرارة، هي طرطوس (غرب) واللاذقية (شمال غرب) وحماة (وسط) وحمص (وسط).
التغير المناخي
يشار إلى أنه مع ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم نتيجة التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، تعرضت سوريا في السنوات الأخيرة لموجات حر شديد وتراجع حاد في الأمطار وحرائق أحراج متكررة.
وفي يوليو الماضي، اندلعت حرائق غابات بجبال محافظة اللاذقية استمرت 12 يوماً ودمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وأضرت بـ45 قرية، بينما بلغ عدد العائلات المتضررة نحو 1200 عائلة، حسب تقديرات رسمية.
يذكر أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) كانت أفادت في يونيو الفائت بأن سوريا "لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً"، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي، وفقاً لوكالة فرانس برس.