هل يُساعد شرب الماء بكثرة على ترطيب البشرة بشكل أفضل؟
يتمّ الربط عادة بين جفاف البشرة وفقدانها للحيوية من جهة وبين عدم استهلاك ما يكفي من الماء يومياً؛ ولكن هل صحيح أن الإكثار من شرب الماء يُساهم في ترطيب البشرة بشكل أفضل؟ إليكم الجواب عن هذا السؤال.
يتكوّن الجسم من الماء بنسبة 80 بالمئة، وهو يحتاج إلى 1,5 ليتر يومياً ليتمكّن من أداء وظائفه بشكل مُناسب. وهذا ما يجعل من هذا العنصر الحيوي ضرورياً بالنسبة للحفاظ على الصحة.
- هل ينتج جفاف البشرة عن عدم شرب ما يكفي من الماء؟
تيتمّ تخزين الماء داخل الجسم في أعمق طبقات الجلد التي تُعرف بالأدمة؛ وتقوم هذه الأخيرة بري الطبقات التي تعلوها وصولاً إلى سطح البشرة حيث يتبخّر جزء من الماء الذي يصل إليه. يقوم الحاجز الدهني المائي الذي يُغطّي كامل الجلد بدور حاجز للماء ليحدّ من هذا التبخّر، أما جفاف البشرة
فيحصل عندما لايتمكّن هذا الحاجز من القيام بمهامه على أكمل وجه. وهذا ما يُفسّر ظهور التجاعيد المُبكرة، بالإضافة إلى فقدان ليونة وحيوية البشرة.
قد يظنّ البعض أن بلوغ هذه الحالة سببه عدم تناول ما يكفي من الماء، ولكن في الحقيقة يعود جفاف البشرة في هذه الحالة إلى مجموعة من الاعتداءات التي يتعرّض لها الحاجز الدهني المائي نتيجة عوامل داخليّة وخارجيّة متنوّعة. - هل يمكن مُعالجة فقدان حيوية البشرة بشرب الماء؟
يحتل عدم شرب الماء أسفل قائمة "مُسبّبات جفاف البشرة"؛ وهذا يعني أنه لايكفي شرب ليترين من الماء يومياً لترطيب البشرة. التأثير الأساسي لشرب الماء على الجلد يكون بتحسين تدفّق الدم في الجسم مما يوفّر له الأوكسيجين والعناصر الغذائية بشكل أفضل ولكنه لايؤمّن ترطيباً لسطح البشرة ولا يُعزّز حيويتها وإشراقها.
يرتبط ترطيب سطح البشرة عادةً بالعناية الموضعيّة به بالكريمات، والأمصال والأقنعة التي تحتوي على مكوّنات نشطة معروفة بخصائصها المُرطّبة مثل الحمض الهيالوريني، حمض البوليغلوتاميك، الغليسيرين، النياسيناميد، السيراميدات والبيبتيدات بالإضافة إلى مكوّنات مُطرّية مثل زبدة الشيا، واللانولين. ويُنصح بأن يتمّ تقشير البشرة بانتظام لتسهيل استفادتها من المكونات المُرطّبة التي تُطبّق على سطحها.
- ما هي أسباب فقدان الماء من البشرة؟
من أبرز العوامل التي تُساهم في تلف الغشاء الدهني المائي للبشرة نذكر: التبدلات المُناخيّة، التلوث، الأشعة ما فوق البنفسجيّة، الإجهاد النفسي والتعب الجسدي، التدخين، تناول أنواع مُحدّدة من الأدوية، اعتماد نظام غذائي غير متوازن بالإضافة إلى استعمال مستحضرات تجميلية لاتناسب نوع البشرة وحاجاتها.
يلعب السن دوره أيضاً في هذا المجال، إذ تفقد البشرة من حيويتها ونسبة الدهون الموجودة فيها مع التقدّم في العمر مما يزيد تبخّر الماء عن سطحها. ويتفاقم وضع جفاف البشرة لدى النساء عادةً بعد انقطاع الحيض نتيجة الاضطرابات الهرمونيّة التي تترافق مع البروتينات التي تُسهّل مرور الماء عبر أغشية الخلايا.
- كيف نعرف أن البشرة بحاجة إلى مزيد من الترطيب؟
من السهل جداً اكتشاف العلامات التي تدلّ على أن الجلد مُتعطّش للماء؛ ويعتمد الأطباء عادةً على حيلة بسيطة في هذا المجال تقوم على التقاط جلد ظهر اليد بين إصبعين لثوانٍ فإذا عادت البشرة بعد ذلك إلى وضعيتها السابقة تكون نسبة الرطوبة فيها جيّدة أما إذا بقيت مُلتصقة على بعضها البعض فهذا يعني أنها تفتقد إلى الرطوبة. ومن العلامات الأخرى الدالة على فقدان الرطوبة، نذكر فقدان حيوية البشرة وليونتها بالإضافة إلى ظهور تجاعيد صغيرة في المناطق التي يكون فيها الجلد رقيقاً مثل محيط العينين، محيط الشفاه، العنق، وظهر اليد.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى ضرورة التفريق بين جفاف البشرة وفقدانها للحيوية، فالبشرة الجافة تكون بطبيعتها كذلك نتيجة نقص في عنصري الماء والدهون في غشائها الدهني المائي أما فقدان الحيوية فهو حالة جفاف قابلة للانعكاس ممكن أن تطال جميع أنواع البشرات بما فيها البشرة الدهنيّة.