يمثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة اليوم الاثنين أمام قاضي التحقيق الأول، وسط احتجاجات وتدابير أمنية استثنائية.
وقد وصل حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، صباح اليوم الإثنين، إلى قصر العدل، حيث يمثل أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت، بلال حلاوي، لاستجوابه في ادعاء النيابة العامة المالية ضده بجرائم "سرقة أموال عامة، والإثراء غير المشروع، وتبييض الأموال، والتهرب الضريبي".
وحضر وكلاء الدفاع عن سلامة ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، القاضية هيلانة إسكندر، ممثلة الدولة اللبنانية، بعد أن اتخذت صفة الادعاء ضد سلامة وكل من يظهره التحقيق.
تزامنًا، ينفّذ عدد من المودعين اللّبنانيّين وقفةً أمام قصر العدل، وقد حاول المتجمعون الاعتداء على السيارات التي كانت احداها تقل سلامة.
وقد بدأ القاضي بلال حلاوي باستجواب سلامة وسط انتشار امني كثيف للقوى الامنية داخل قصر العدل تؤازرها قوة من الجيش خارجه.
ارتكاب جرائم مالية
وكانت وزارة العدل اللبنانية اتهمت رسميا، الخميس، سلامة بارتكاب جرائم مالية، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
وفي نهاية الجلسة، يتخذ قاضي التحقيق قرارا إما بإخلاء سبيله بسند إقامة، وإما بإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه.
ويشتبه القضاء بأن سلامة استولى على 41 مليون دولار من أموال البنك المركزي، عبر إنشاء شركات وهمية تولت شراء سندات خزينة من المصرف، وذلك قبل بيعها بعد وقت قصير إلى" المصرف المركزي" بأسعار مرتفعة.
ويعتقد الادعاء أن تلك المبالغ "استفاد منها سلامة"، غير أن وكلاء الدفاع عن الحاكم السابق لمصرف لبنان، أكدوا أنهم سيستخدمون "كل أسلحتهم القانونية" في هذه الجلسة، لتبرئة موكلهم من الاتهامات الموجه إليه.
رعاية خاصة
وكانت تقارير إعلامية كشفت الأحد، عن ظروف حبس سلامة، مشيرة إلى أنه يقبع في زنزانة "خاصة بالشخصيات" داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، حيث يحظى برعاية خاصة، إذ يوجد في غرفته مكيف وثلاجة، ولديه هاتف أرضي يجري منه مكالمات بعدما صودر هاتفه الخاص.
الأزمة الاقتصادية في لبنان
من الجدير ذكره، أنه منذ أكتوبر 2019، غرق لبنان بانهيار اقتصادي غير مسبوق، مع تدهور قيمة الليرة وتراجع قدرة الدولة على تأمين الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى "تبخر" أموال المودعين في المصارف.
ويرى اللبنانيون أن رياض سلامة أحد المسؤولين الأساسيين عن ضياع جنى أعمارهم، ورمز لسياسات مالية خاطئة استمرت 30 عاما وأدت إلى الانهيار الكامل في لبنان.