فوز محمد رسولوف بـ“جائزة لجنة التحكيم الخاصة” في “مهرجان كان”
حصد المخرج الإيراني محمد رسولوف، الجائزة الخاصة للجنة تحكيم الدورة السابعة والسبعين لمهرجان “كان” السينمائي، بعد أيام من مغادرته إيران، سراً، للمشاركة في المهرجان التاريخي الذي عرض فيلمه الأخير "بذرة التين المقدس".
وفي كلمة ألقاها عقب تسلّمه الجائزة من المخرجة اللبنانية نادين لبكي، قال رسولوف أن الشعب الإيراني أصبح رهينة بيد النظام، مشيراً إلى السجناء السياسيين في إيران، خاصة مغني الراب المنتقد للنظام، توماج صالحي، الذي حكمت عليه السلطات قبل أسابيع بالإعدام.
وقال: رسولوف “سعيد للغاية لحضوري في هذا المهرجان، وحصولي على هذه الجائزة، وفي الوقت نفسه فإن قلبي مع الشعب الإيراني، الذي يستيقظ كل يوم، وكل ساعة، وكل صباح على وقع كارثة جديدة”.
وأضاف:” إن الشعب الإيراني أصبح رهينة بيد النظام”.
وتم خلال المهرجان عرض فيلم له بعنوان: “بذرة تين المقدس”.
وكان رسولوف، في 13 مايو (أيار) الجاري، هرب من إيران؛ بسبب ما يتعرض له من ضغوط ومضايقات أمنية وملاحقات قضائية.
وذكر، في منشور له عبر حسابه على “إنستغرام”، أنه خرج من إيران بمساعدة بعض أصدقائه وأقاربه، بعد سنوات من الضغوط الأمنية.
كما لفت المخرج السينمائي البارز إلى أن السلطات الأمنية مارست أشكالاً شتى من الضغوط عليه طوال 7 سنوات ماضية، وصادرت جواز سفره عدة مرات، وأبلغته بأنه لا يحق له أن يكون له جواز سفر.
وأعلن محاميه، بابك باك نيا، في 8 مايو (أيار) الجاري، أن محكمة الثورة حكمت على موكله بالسجن 8 سنوات، كما حكمت بعقوبات أخرى شملت الجلد والغرامات المالية ومصادرة أموال.
وأضاف محامي المخرج الإيراني، في تصريحات له، الأربعاء الماضي، أن محكمة الاستئناف أيدت الحكم الصادر ضد رسول أوف، وبات الحكم الآن لدى قسم “تنفيذ الأحكام”.
وأشار، إلى أن السبب الرئيس وراء ضغوط السلطات على موكله، هو محاولتهم إجباره على سحب فيلمه “بذرة التين المقدس” من مهرجان “كان” السينمائي.
وشارك رسولوف حتى الآن في مهرجان “كان” السينمائي، عدة مرات، وتم اختياره كحكم للمهرجان، عام 2023، لكنه لم يتمكن من الحضور؛ بسبب حظر السفر عليه من قبل السلطات.
وكان المخرج محمد رسولوف، منتقداً بارزاً للنظام الإيراني، في السنوات الأخيرة، وتعرض لمحاكمات- بشكل مستمر- من قِبل الأجهزة القضائية والأمنية التابعة للنظام.
وانتقد نظام الحكم في إيران، في العديد من أفلامه، مثل “أمل اللقاء”، و”المخطوطات لا تحترق”، و”لا وجود للشيطان”.
وأعرب رسولوف، في العديد من المناسبات، عن دعمه للاحتجاجات، وانتقد قمع السلطات الإيرانية للمتظاهرين، وطريقة التعامل مع المحتجين، مبديًا تعاطفه مع ضحايا الأمن من القتلى والمصابين والسجناء المعتقلين.