فصائل عراقية تدرس نزع السلاح خوفاً من المواجهة مع ترمب

فصائل عراقية تدرس نزع السلاح خوفاً من المواجهة مع ترمب

تدرس فصائل عراقية قوية تحظى بدعم إيراني، للمرة الأولى، التخلي عن سلاحها، سعياً لتفادي خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما أوردت «رويترز» عن مصادر محلية مطلعة.

وأشارت مصادر، من بينها قادة محليون لفصائل مسلحة بارزة، إلى أن التحرك نحو نزع السلاح يهدف إلى خفض التصعيد، عقب تحذيرات غير رسمية نقلها مسؤولون أميركيون للحكومة العراقية منذ وصول ترمب إلى الحكم في يناير (كانون الثاني).

وقالت مصادر إن المسؤولين الأميركيين أبلغوا بغداد بأن تجاهل وجود الفصائل المسلحة قد يدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات جوية ضدها.

وقال عزت الشابندر، السياسي الشيعي الكبير والمقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، لـ«رويترز»، إن المحادثات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة فصائل مسلحة وصلت إلى مراحل متقدمة، وسط مؤشرات على استعداد هذه الجماعات للاستجابة للمطالب الأميركية المتعلقة بنزع سلاحها.

وأضاف: «الفصائل لا تتصرف بعناد أو تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية»، مشيراً إلى أن هذه الجماعات «تدرك تماماً» أنها قد تصبح هدفاً محتملاً للولايات المتحدة، بحسب «رويترز».

وينتمي قادة الفصائل الذين تحدثوا إلى «رويترز» في بغداد ومحافظة جنوبية إلى «كتائب حزب الله»، و«حركة النجباء»، و«كتائب سيد الشهداء»، و«أنصار الله الأوفياء»، وقد اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية الموضوع.

وقال قيادي في «كتائب حزب الله»، أقوى الفصائل الشيعية: «ترمب مستعد لتصعيد الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ».

وقالت مصادر إن الراعي الإيراني للفصائل؛ «الحرس الثوري»، فوّضها بحرية اتخاذ القرار بما يلزم لتفادي نزاع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مع واشنطن أو إسرائيل.

ووفقاً لمسؤولَين أمنيين يراقبان أنشطة الجماعات المسلحة، فإن التحالف الذي تنتمي إليه هذه الجماعات، وهو تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق»، يضم فصائل شيعية مسلحة مشددة تمتلك نحو 50 ألف مقاتل، ومزوّدة بقدرات قتالية متقدمة تشمل صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي.

ويُعد التحالف ركيزة أساسية في «محور المقاومة» الذي يضم شبكة من الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها في المنطقة، وقد أعلن مسؤوليته عن هجمات متعددة بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت إسرائيل والقوات الأميركية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل نحو 18 شهراً، بحسب ما أفادت به «رويترز».

وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، إن الحكومة العراقية تسعى لضمان أن تكون الأسلحة في البلاد تحت إشراف الدولة من خلال «حوار بنّاء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية».

وأفاد المسؤولان الأمنيان العراقيان بأن السوداني يعمل على نزع سلاح جميع الفصائل في «تحالف المقاومة الإسلامية» الموالية لـ«الحرس الثوري» و«فيلق القدس»، والتي لا تعترف بولائها لبغداد.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الجماعات المسلحة قد خفضت وجودها في المناطق الكبرى مثل الموصل والأنبار، وأخلت مقراتها الرئيسية بشكل شبه كامل منذ منتصف يناير، تحسباً لهجمات جوية.

وأضافت أن العديد من القادة اتخذوا تدابير أمنية مشددة، بما في ذلك تبديل هواتفهم الجوالة، وسياراتهم، ومساكنهم بشكل متكرر لتفادي أي استهداف.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تواصل حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة، مضيفة: «يجب على هذه القوات أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران».

وقال مسؤول أميركي، لم يرغب في الكشف عن هويته، إن الفصائل المسلحة قد أوقفت في الماضي هجماتها نتيجة للضغط الأميركي، معبراً عن تشكيكه في استدامة نزع السلاح على المدى الطويل.

وأحجم «الحرس الثوري» الإيراني عن التعليق على هذا الأمر، ولم ترد وزارتا الخارجية الإيرانية والإسرائيلية على الاستفسارات.

قراءة المزيد

كارثة كبرى تهزّ ميناء رجائي في بندر عباس: انفجارات متتالية ومئات المصابين!

كارثة كبرى تهزّ ميناء رجائي في بندر عباس: انفجارات متتالية ومئات المصابين!

في تطور خطير وغير مسبوق، وبالتزامن مع انطلاق المحادثات النووية في مسقط بين إيران والولايات المتحدة، هز انفجار كبير ميناء رجائي في مدينة بندر عباس جنوبي إيران. وقد سمع دوي الانفجار القوي في المدن المجاورة أيضاً، وسط أضرار كبيرة في الموقع. فيما أشار متحدث باسم أجهزة الطوارئ إلى إصابة 516،

حماس: نسعى لهدنة في غزة تمتد 5 سنوات

حماس: نسعى لهدنة في غزة تمتد 5 سنوات

وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وتعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل رغم مساعي الوسطاء المتواصلة، كشف مسؤول في الحركة أنها مستعدة لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين. كما أضاف في تصريحات اليوم السبت أن حماس تسعى لهدنة في غزة مدتها 5 سنوات، وفق ما أفادت فرانس برس. إلى ذلك، أعاد التأكيد

إيران تحت ضغط الفقر والفساد: الأزمات الداخلية تتفاقم رغم المفاوضات النووية

إيران تحت ضغط الفقر والفساد: الأزمات الداخلية تتفاقم رغم المفاوضات النووية

رغم الزخم الدبلوماسي المصاحب للمفاوضات النووية الجارية في مسقط، تتجه أنظار الشارع الإيراني إلى الداخل، حيث تُخيّم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية على حياة ملايين المواطنين. وأفادت تقارير صحفية محلية بأن الفساد وسوء الإدارة باتا يُمثلان التحدي الأكبر أمام أي تحسن ملموس في معيشة الشعب، في وقت تزداد فيه

مفاوضات مسقط النووية: تقدم حذر وسط تباين داخلي وخارجي

مفاوضات مسقط النووية: تقدم حذر وسط تباين داخلي وخارجي

تُسلط الصحف الإيرانية، اليوم (السبت) الضوء على جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية في مسقط، عاصمة عُمان، حيث تستمر المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمانية. تتناول الصحف مثل هم‌میهن، ستاره صبح، إيران، اعتماد، دنياي اقتصاد، جهان صنعت، آرمان ملي، ابتكار،