فضيحة نووية تُسقط قناع طهران وتُجهِز على مشروعها الإقليمي في لبنان واليمن

من سمنان إلى بيروت، ومن إيفانكي إلى صعدة، تتساقط أوراق التوت عن عورة نظام ولاية الفقيه. لم تكن فضيحة موقع "رنگين كمان" النووي السري مجرد كشف تقني عابر، بل زلزالاً سياسياً واستراتيجياً دكّ عمق استراتيجية النظام الإيراني في استخدام الأكاذيب والميليشيات لبسط نفوذه.
رنگين كمان... حين تتحوّل السرية إلى هزيمة
في موقع يمتد على مساحة 10 كيلومترات مربعة، وعلى بُعد 55 كيلومتراً من طهران، كان النظام يخفي منشأة نووية سرية تحمل الاسم الرمزي "رنگين كمان". لكن المقاومة الإيرانية، عبر صور أقمار صناعية دقيقة، فجّرت هذه الفضيحة في وقت حساس يتزامن مع محاولات يائسة من النظام لإعادة التفاوض مع الولايات المتحدة.
لم تمضِ ساعات حتى انهالت ردود الفعل المرتبكة والمهزوزة من أعلى المستويات في النظام: وزير الخارجية عراقچي ينفي بهلع، ووكالة تسنيم التابعة لقوة القدس تهاجم المقاومة، ومندوبية النظام في الأمم المتحدة تصدر بيانات هستيرية. هذا الانفعال لم يكن إلا دليلاً إضافياً على خطورة الضربة، التي أفسدت حسابات طهران في الداخل والخارج.
ضربة استراتيجية لمحور الوكلاء: الهزيمة في لبنان واليمن
لكن ما يجعل هذه الفضيحة أكثر من مجرد انكشاف نووي هو انعكاسها المدمر على مشروع النظام في المنطقة، القائم على تصدير الأزمات وتوظيف الوكلاء من لبنان إلى اليمن.
في لبنان، حيث حاول النظام الإيراني تحويل حزب الله إلى دولة داخل الدولة، انكشف الوجه الحقيقي لهذا المشروع أمام الشارع اللبناني الذي يعاني من الانهيار الاقتصادي والسياسي. حزب الله لم يعد "مقاومة" في نظر الشعب، بل أداة إيرانية تقوّض السيادة وتمنع الإصلاح.
في اليمن، الميليشيا الحوثية التي كانت ذراع طهران للضغط على الخليج، باتت اليوم في وضع دفاعي، تتلقى الضربات العسكرية والسياسية، وفقدت الغطاء الشعبي والدولي بعد أن اتضح حجم الارتباط العضوي بينها وبين الحرس الثوري الإيراني.
الانكشاف النووي في سمنان لم يكن معزولًا عن هذه الصورة، بل جاء ليؤكد أن إيران لا تسعى لا للاستقرار الإقليمي ولا للتفاهمات الحقيقية، بل تواصل الكذب والمراوغة لتغطية مشروع هيمنة فاشل.
المقاومة الإيرانية: رأس الحربة في فضح المشروع الإيراني
منذ كشف مواقع نطنز وأراك عام 2002، حتى فضيحة "رنگين كمان" اليوم، تواصل المقاومة الإيرانية لعب دورها الطليعي في فضح مخططات النظام أمام المجتمع الدولي. وهي بذلك لا تضع النظام في مأزق داخلي فقط، بل تسحب البساط من تحت أدواته الإقليمية أيضًا.
الحقائق التي كشفتها المقاومة تؤكد أن سياسة "شراء الوقت" التي يعتمدها خامنئي قد وصلت إلى طريق مسدود. فما لم يعد يصلح في الداخل الإيراني، من قمع وكذب، لم يعد ينطلي على الخارج أيضًا، لا في المفاوضات ولا في دعم الميليشيات.
خاتمة: النظام يخسر... في الداخل والخارج
فضيحة موقع "رنگين كمان" تعني بداية العد التنازلي لانكشاف المشروع النووي و"محور المقاومة" معاً. فكما انهارت أكذوبة السلام النووي، تنهار أكذوبة دعم المستضعفين في المنطقة. وبقدر ما كشفت هذه الفضيحة كذب النظام في الداخل، كشفت أيضًا زيف دعايته في بيروت وصنعاء ودمشق.
المنطقة تتغير، والنظام الإيراني يتراجع. والمقاومة الإيرانية، التي فجّرت هذه الحقائق، باتت تمثل أملاً لشعبٍ يريد الحرية، ولمنطقة تريد الاستقلال الحقيقي من وكلاء طهران.
