بين تخصيب اليورانيوم وأرواح الناس: أمن النظام أولاً... والشعب إلى المجهول

في الوقت الذي تدخل فيه الحرب أسبوعها الثاني، وتتحول سماء طهران إلى تهديد دائم، يعيش ملايين المواطنين في العاصمة وسائر المدن الإيرانية وسط الخوف والعجز، محاصرين بلا ملاجئ، بلا خطط إنقاذ، وبلا أدنى حماية من قبل النظام.
في مشهد يعكس بؤس الأولويات، أقرّ مسؤولون في النظام بوضوح صادم بأن أرواح الناس بلا أي تدبير حقيقي. فقد اعترف مهدي جمران، رئيس مجلس مدينة طهران، قائلاً: "لا توجد ملاجئ آمنة وفعالة في طهران أو المدن الأخرى." ثم قارن ببرود بين ما يعيشه الإيرانيون وما توفره تل أبيب لسكانها من ملاجئ مدروسة وتمارين منتظمة للحماية المدنية، في وقت لا يملك فيه المواطن الإيراني حتى خريطة لمكان آمن يلجأ إليه.
أما المتحدثة باسم حكومة بزشكيان، فاطمة مهاجراني، فكانت أكثر استخفافاً، حين قالت إن المساجد ومحطات المترو والمدارس يمكن أن تُستخدم كملاجئ، وكأنّ زحام الطوارئ وفوضى القصف تسمح بذلك فعلاً!
مليارات لحماية النظام... وصفر لحماية الناس
في الوقت ذاته، ينشغل النظام بسباقه النووي، ويُكرّس المليارات من ثروات الشعب الإيراني لتأمين مواقعه النووية وتوسيع قدراته في تخصيب اليورانيوم، متجاهلاً كل قرارات المجتمع الدولي. المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية للنظام، كمالوندي، أعلن مؤخراً عن إنشاء موقع "ثالث آمن" لزيادة التخصيب، مؤكداً أن "معامل الأمان فيه عالية جداً".
أي أن النظام يبني ملاجئ محصّنة لأجهزة الطرد المركزي، بينما يترك الشعب يواجه القصف في العراء!
أنفاق للأسلحة... لا للناس
ليس هذا فحسب، بل كشفت تقارير دولية أن النظام استثمر خلال السنوات الماضية مئات الملايين من الدولارات لبناء أنفاق وقواعد عسكرية تحت الأرض في سوريا لتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة ونقل الأسلحة إلى ميليشياته في المنطقة. إنه أمن النظام وميليشياته... لا أمن المواطن.
حرب النظام... والشعب الضحية
لقد أشعل خامنئي فتيل هذه الحرب بسياساته العدوانية، وها هي نيرانها تعود لتحرق الداخل الإيراني. ومع ذلك، لا يرى النظام في الشعب شريكاً يستحق الحماية، بل حطباً في معركته من أجل البقاء.
نظام يبني الملاجئ لصواريخه، ويترك أطفاله ونساءه في الشوارع، بلا ملجأ ولا أمل.
هذا هو الواقع في إيران اليوم:
النووي آمن، والناس مكشوفة. الأمن للنظام، والخوف للشعب.