بوتين يتعهد مواصلة "الحرب على النازية" في ذكرى الانتصار

بوتين يتعهد مواصلة "الحرب على النازية" في ذكرى الانتصار

احتفلت روسيا، الجمعة، بعيد النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، الذي يُعدّ أهم مناسبة في البلاد. ورغم أن المناسبة شهدت تقليصاً كبيراً للفعاليات التي كانت تُقام سنوياً في عشرات المدن والأقاليم، تحسّباً لوقوع هجمات بالمسيرات الأوكرانية أثناء الاحتفالات، فإن الاحتفال الضخم في الساحة الحمراء سعى إلى إعادة التذكير بأمجاد الاتحاد السوفياتي، وتأكيد متانة تحالف روسيا مع الصين وعشرات البلدان التي حضر ممثلون لها المناسبة.
وكالعادة في مثل هذا اليوم، كان العرض العسكري الكبير أبرز المظاهر الاحتفالية. ووقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منصة ضخمة أُقيمت بشكل يُخفي ضريح مؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين. ووقف إلى جانبه الرئيس الصيني شي جينبينغ، ومعهما رؤساء وممثلون من أكثر من 20 بلداً، غالبيتهم زعماء بلدان رابطة الدول المستقلة. وكان لافتاً هذا العام حضور زعماء أوروبيين تحدّوا القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي، على زيارة موسكو. كان بينهم رئيسا صربيا وسلوفاكيا، ورئيس صرب البوسنة المُلاحق قضائياً من جانب السلطات البوسنية.
واستهل بوتين الاحتفال بكلمة حماسية ربط فيها الانتصار في «الحرب الوطنية الكبرى»، وهو الاسم الذي تُطلقه روسيا على الحرب العالمية الثانية، مع الوضع الحالي عالمياً، خصوصاً المواجهة القائمة مع أوكرانيا والغرب.

التزام بـ«مكافحة النازية»... ودور بكين
وهنّأ بوتين المواطنين بـ«الذكرى الثمانين للنصر العظيم»، مؤكداً أن روسيا «ستواصل مكافحة النازية، وستبقى سدّاً منيعاً في وجهها».
ودعا الحاضرين للوقوف دقيقة صمت تكريماً لذكرى «الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل النصر، ومنحونا الحرية والسلام، وأنقذوا الوطن، وعلّمونا حماية الوطن والدفاع عن مصالحنا القومية». وقال إن «واجبنا الدفاع عن تاريخ مقاتلي الجيش السوفياتي والنصر والمأثرة العظيمة التي سطرها مواطنونا بمختلف قومياتهم. وسنقف في وجه كل من يحاول تزييف التاريخ».
ومع إشارته إلى أن الاتحاد السوفياتي «تلقّى الضربة الكبرى، وحمل ملايين الآمنين من أبناء شعبنا السلاح، وخاضوا معارك موسكو وستالينغراد وكورسك الملحمية»، تعمّد الرئيس الروسي أن يُدرج في خطابه مرّتين، إشارة إلى الدور الذي لعبه الصينيون في مواجهة التحالف النازي العسكري، وهي المرة الأولى التي يتطرق فيها إلى دور الصين في مناسبات مماثلة.

وقال الرئيس الروسي: «نُثمّن المساهمة الكبرى في نجاحنا متجسدة في بطولة الحلفاء، وبينهم جنود الصين الأشاوس (...) روسيا تقدر عالياً مساهمة حلفائها في تحقيق النصر». وأضاف بعد دقائق عبارة أخرى تؤكد على «تقديرنا عالياً المساهمة في النصر المشترك للشعب الصيني الصديق».

وتطرّق إلى الحرب الأوكرانية، مشدّداً على أن «كل الروس يقفون خلف المشاركين في العملية العسكرية بأوكرانيا، ويفخرون بصمودهم»، وأكّد أن روسيا «ستظل دائماً سداً منيعاً لا يدحر في وجه النازية».

وكانت السردية الروسية ركّزت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا على ربط القيادة الأوكرانية بمظاهر النازية، وقالت إن الجيش الروسي يخوض مجدداً حرباً على النازية التي عادت تُهدّد روسيا بدعم من البلدان الغربية.

استعراض عسكري
وانطلق العرض العسكري الكبير بحمل حرس الشرف العلم الروسي وراية النصر على النازية، التي رُفعت في برلين قبل 80 عاماً. ومرّت أمام المنصة الرئيسية مختلف التشكيلات والوحدات العسكرية الروسية ومن دول صديقة. وهذه المرة الأولى كذلك التي تُوسّع فيها موسكو حجم مشاركة وحدات عسكرية من بلدان أخرى في العرض العسكري الكبير، وقد شاركت وحدات من 13 بلداً، إلى جانب تشكيلات القوات الروسية المختلفة. وإلى جانب وحدات عسكرية من كوريا الشمالية والصين، شاركت تشكيلات من بلدان رابطة الدول المستقلة، بينها تشكيلات من جيش بيلاروسيا أقرب حلفاء الكرملين، ومن لواء وحدات حفظ السلام التابعة لجمهورية أذربيجان.

وتمّ تقديم عرض إنزال هجومي من كازاخستان، وشارك عسكريون من الحرس الوطني للقوات المسلحة التابعة في قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وكتيبة حرس الشرف التابعة لتركمانستان. كما شارك عسكريون من جيوش الدول الصديقة، ومنهم طلاب الكلية الحربية التابعة للجيش الفيتنامي، ومرت أمام المنصة وحدة عرض تابعة للشرطة العسكرية في مصر. ووحدات عسكرية من لاوس وفيتنام ومنغوليا وميانمار.

وكما جرت العادة، شاركت وحدات الجيش الروسي بقطعاته المختلفة في البرية والبحرية والجوية في العرض الكبير، الذي استعرضت خلاله موسكو قدراتها العسكرية من خلال عرض الآليات والأسلحة الحديثة. ومع استعراض دبابة «تي-34» السوفياتية الأسطورية في طليعة أرتال الآليات العسكرية المشاركة في العرض العسكري مع المدفعية، وهي الأسلحة التي كان لها الدور الحاسم في الانتصار بالحرب، ووصلت إلى برلين بعد أن حرّرت عشرات المدن، ونال جنود تلك الدبابات ألقاب «أبطال الاتحاد السوفياتي».
وعرض الجيش الروسي مجموعات استطلاع قتالية مزودة بأسلحة حديثة، يمكن التحكم بها عن بعد، ومركبات المشاة القتالية التي تحمل مدافع من العيار الكبير، ودبابات قتالية «تي - 72» التابعة لفوج الدبابات الأول، وقوات الصواريخ والمدفعية في القوات الروسية التي تعمل على أقصى مدى، وفي أقصر وقت قتالي ممكن وفقاً لتعليق مقدم الاستعراض.

كما عرضت أحدث أنظمة المدفعية، بالإضافة إلى منظومات صاروخية، بينها كتيبة صواريخ «إسكندر - إم» عالية الدقة، ونظام الصواريخ الاستراتيجية الحديثة «يارس»، وعربات مصفّحة لنقل المشاة طراز «بوميرانغ».

وللمرة الأولى في العروض المماثلة، مرّت أمام المنصة مجموعة من «الفوج السابع» المستقل للطائرات المسيّرة التي تُستخدم بشكل نشط في منطقة العمليات العسكرية، ومعدات تابعة لقوات الإنزال الجوي.

واختتم العرض باستعراض قدرات المقاتلات الروسية التي نفذت طلعات بهلوانية في سماء الساحة الحمراء رسمت خلالها ألوان العلم الروسي.

قراءة المزيد

الداخلية السورية: اعتقلنا دواعش بعفرين خططوا لهجمات إرهابية

الداخلية السورية: اعتقلنا دواعش بعفرين خططوا لهجمات إرهابية

أعلنت وزارة الداخلية السورية أن العملية الأمنية التي نفّذتها قيادة الأمن الداخلي في محافظة حلب بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، والتي استهدفت خلايا داعش في منطقة عفرين شمال غربي المحافظة، أسفرت عن اعتقال أفراد الخلية. مصادرة أسلحة كما أشارت الداخلية في بيان على حسابها في "إكس"، الثلاثاء،

اجتماع لوسطاء اتفاق غزة في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من التهدئة

اجتماع لوسطاء اتفاق غزة في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من التهدئة

اجتمعت وفود من مصر وقطر وتركيا، وهي الدول الوسيطة إلى جانب الولايات المتحدة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الثلاثاء، في القاهرة لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق، على ما ذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية. وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من المخابرات المصرية بأن الاجتماع ضم رئيسي المخابرات

مسؤولة أوروبية: لا معلومات حول مصير 160 ألف محاصر في الفاشر

مسؤولة أوروبية: لا معلومات حول مصير 160 ألف محاصر في الفاشر

قالت حجا لحبيب، المتحدثة وعضو المفوضية الأوروبية والمسؤولة عن الشؤون الإنسانية وإدارة الأزمات، خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي اليوم، إن المفوضية لا تملك أي معلومات عن مصير نحو 160 ألف سوداني محاصرين في مدينة الفاشر. وأضافت لحبيب أن قوات الدعم السريع تمنع دخول طواقم الإغاثة إلى المدينة، مما يفاقم الوضع

إسرائيل تتسلم رفات رهينة كان محتجزاً في غزة

إسرائيل تتسلم رفات رهينة كان محتجزاً في غزة

تسلمت إسرائيل رفات رهينة في غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء. وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان أن النعش الذي سُلّم للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، "سيُنقل إلى إسرائيل حيث ستقام له مراسم استقبال عسكرية&