علّقت محكمة بنغلادش العليا، الأربعاء، موقتا العمل بنظام الحصص في الوظائف الحكومية الجيدة الأجر، بعد خروج طلاب في تظاهرات ضد ما يصفونه بأنه أمر يحابي فئات اجتماعية على حساب أخرى.
ويخصص نظام الحصص في بنغلادش أكثر من 50 بالمئة من الوظائف الحكومية، أي مئات آلاف الوظائف، لفئات معيّنة من السكان بينها لأبناء من قاتلوا في سبيل الاستقلال في العام 1971.
وشارك طلاب من معظم الجامعات الرئيسية في البلاد في وقت سابق هذا الشهر في احتجاجات للمطالبة بنظام قائم على الجدارة لوظائف الخدمة المدنية الجيدة الأجر.
وأغلقت تظاهرات الأربعاء طرقا سريعة وخطوطا للسكك الحديد.
وقال منظم الاحتجاجات راسل أحمد من جامعة شيتاغونغ لوكالة فرانس برس "لن نعود إلى الصفوف الدراسية حتى تلبية مطلبنا".
وأُلغي نظام الحصص في الوظائف عام 2018 بعد أسابيع من التظاهرات الطالبية، لكن المحكمة العليا في دكا تراجعت الشهر الماضي عن قرار الإلغاء، ما أثار غضب الطلاب.
وقال المحامي شاه منجورول حق، الذي يمثل طالبَين يسعيان لإنهاء نظام الحصص، إن المحكمة العليا علقت الأربعاء العمل بهذا النظام لمدة شهر.
وأكد حق لوكالة فرانس برس أن رئيس المحكمة العليا عبيد الحسن طالب أيضا بعودة الطلاب إلى صفوفهم.
وعلى الرغم من الدعوة، واصلت مجموعات كالبية إغلاق طرق سريعة رئيسية وخطوط السكك الحديد، ما أدى إلى توقف حركة المرور في معظم أنحاء العاصمة دكا ومدن كبرى عديدة.
وقال الطالب في جامعة دكا برويز مشرف "إن قرار (المحكمة) موقت. نريد أمرا تنفيذيا دائما من الحكومة ينص على إلغاء الحصص باستثناء بعض الحصص لذوي الحاجات الخاصة والأقليات".
وشارك مشرف إلى جانب عشرات الطلاب في وضع جذوع أشجار على خط السكك الحديد في كاروان بازار في دكا، ما أدى إلى توقف خدمة القطارات بين العاصمة وشمال بنغلادش.
- "عدد محدود من الوظائف" -
وينص نظام الحصص على أن تُخصص 30 بالمئة من الوظائف الحكومية لأبناء من قاتلوا في سبيل الاستقلال و10 بالمئة للنساء و10 بالمئة لمناطق محددة.
واعتبر الطلاب المحتجون أنه يجب الإبقاء فقط على الحصص الداعمة لتوظيف الأقليات الإتنية وذوي الحاجات الخاصة والبالغة نسبتها 6 بالمئة.
وقالت الطالبة مينا راني داس (22 عاما) لفرانس برس "لا نريد أيضا حصص الوظائف للنساء لأن النساء لم يعدن متخلّفات".
وأضافت "النساء يتقدّمن بمواهبهن. لكن نظام الحصص يتسبب بعقبات وينتزع حقوقنا".
ويقول منتقدون إن نظام الحصص يفيد أبناء المجموعات المؤيدة للحكومة والداعمة لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة (76 عامًا). وكان والدها الشيخ مجيب الرحمن مؤسس دولة بنغلادش واغتيل عام 1975 خلال انقلاب.
وفي كانون الثاني، فازت الشيخة حسينة في الانتخابات العامة للمرة الرابعة على التوالي في اقتراع غابت عنه المعارضة الحقيقية وتمت مقاطعته على نطاق واسع وجرت خلاله حملة قمع كبيرة لخصومها السياسيين.
ويتهم المنتقدون المحاكم البنغلادشية بالموافقة على القرارات التي تتخذها حكومة الشيخة حسينة.
وندّدت الشيخة حسينة بالتظاهرات التي بدأت مطلع تموز، معتبرة الأحد أن "الطلاب يضيعون وقتهم". وأضافت "بعد قرار المحكمة لا مبرر للحركة المناهضة للحصص".
وأفادت الشرطة بأن آلاف الطلاب أقاموا الأربعاء حواجز عند التقاطعات الرئيسية في دكا، كما أغلقوا طرقا سريعة رئيسية تربط العاصمة بمدن أخرى.
وقال نائب قائد الشرطة في مدينة راجشاهي في شمال غرب البلاد حماية الإسلام، إن "200 طالب على الأقل" أغلقوا الطريق السريعة المؤدية إلى دكا.
وقالت حليماتوز ساديا، وهي متظاهرة وطالبة فيزياء في جامعة شيتاغونغ، "لم يحصل الطلاب المتفوقون على الوظائف التي يريدونها بسبب نظام الحصص هذا".
وأضافت "يعمل المرء بجد ليتبين له أن هناك عددا محدودا من الوظائف المتاحة".