بلطجيّو ميليشيا «حزب الله» يعتدون على المواطنين.. نعيم: الحزب يُرهب اللبنانيين
يبدو أن ابداء الرأي في مناطق نفوذ ميليشيا حزب الله بات ممنوعاً، حتى يكاد يصل التعبير عنه إلى خطيئة تُحاسب عليها من قبل عناصر الميليشيا. فلم تعد تقتصر الاعتداءات التي ينفذها حزب الله ومناصريه على ناشطين أو صحافيين، كان آخرها الصحافي رامي نعيم، بل باتت تصل إلى المواطنين العاديين الذين يعبرون عن وجهة نظر مختلفة من الحزب، وهذا ما حدث مؤخراً مع الشاب عامر حلاوي.
هذا التطاول والتعدي على الناشطين والمواطنين يتوالى من دون محاسبة المعتدين مما يدفعهم إلى القيام بالمزيد من التطاول والإيذاء. فلحزب الله "بلطجية" يجوبون الطرقات يضربون، يؤنبّون، يشتمون، يهددون، فتخال نفسك في العصور الوسطى، لكنك تستفيق لترى أنك في بلد من بلدان ميليشيا "حزب الله".
فقد شهد لبنان، خلال الأسابيع الأخيرة، اعتداءات قام بها عناصر حزب الله، طال الاعتداء الأول الصحافي
رامي نعيم المعروف بمواقفه ضد المليشيا، حيث تعرض لهجوم من قبل نحو عشرين مسلحاً في منطقة فردان، غرب العاصمة اللبنانية بيروت، أثناء تواجده في مقهى مع شخص آخر في وضح النهار.
فيما جاء الاعتداء الثاني، ليطال الشاب عامر حلاوي، حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق قيام مناصرين لحزب الله بضرب حلاوي أثناء وجوده في أحد مقاهي مدينة صور الجنوبية، بتهمة شتم الحزب وزعيمه وقتلاه.
وفي هذا الصدد، أشار الصحافي رامي نعيم، في حديث خاص لموقع "أم سي اس"، إلى أن الاعتداء الذي طاله "جاء بناءً على توجيه من حزب الله لأن المعتدين حضروا بشكل جماعي وقاموا بتصوير الاعتداء بشكل منظم، وهذا شيء واضح جداً". كما لفت إلى أنه "لم يتم تسليم أي أحد من المعتدين للقضاء"، مؤكداً أن "تسليمهم سيكشف أن هذا الاعتداء مخطط له".
وأوضخ نعيم أن "القمع في لبنان يأتي من قبل فريق مهيمن على السلطة والدولة، وهو فريق حزب الله الذي يستعمل فائض القوة الذي يملكه". مشيراً إلى أن الحزب "يستخدم هيبته العسكرية في الداخل اللبناني لترهيب الآخرين".
وأكد نعيم أن "الدولة رهينة هذا الحزب، فعلى الرغم من وجود هامش من الحرية إلا أنه يمكن أن تتعرض لتضييق من قبل هذا الحزب ولا يوجد من يردعه". كما لفت إلى أن "زيادة حالة القمع تأتي بعدما خاض حزب الله حرب غزة من دون موافقة أكثرية الشعب اللبناني، لذلك يتعرض لانتقادات ومواقف معارضة لخياراته". كما أشار إلى أن الحزب "يخسر ضحايا ومنازل، ولذلك يقوم برد فعل ضمن أدبيات وسلوكيات الشخص الذي يكون مهزوم".
وأوضح نعيم أن "الدولة هي رهينة حزب الله اذ أن الحزب يملك القدرة على تعطيل أي شيء، وهناك العديد من الأحداث التي تُبيّن ذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نتذكر اغتيال الناشط هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية في بيروت في وضح النهار دون قدرة الدولة على محاسبة المرتكبين". ورأى أن "القوى الأمنية لا يمكنها مواجهة حزب الله اذ أنه يملك القدرة على تعطيل المستقبل السياسي لقادة هذه الأجهزة أو يقوم بتهديدها والضغط عليها".
ويلفت نعيم إلى أن "الحل يكمن في أن لا نخاف وأن نواجه، أما على الصعيد الخارجي، فعلينا الضغط على المجتمع الدولي أكثر فأكثر حتى لا يتعاون مع حزب الله لأن الحزب يحقق مصالحه على حساب كرامة اللبنانيين وحقوقهم".
في سياق متصل، أكد المسؤول الإعلامي في مؤسسة سمير قصير جاد شحرور، في حديث خاص لموقع "أم سي اس"، أن "هناك مشهد اجرامي في البلاد، حيث تتفشى ظاهرة الإفلات من العقاب". كما أكد شحرور أنه "خلال انتفاضة 17 تشرين قامت السرايا التابعة لحزب الله بمهاجمة المتظاهرين والاعتداء عليهم جسدياً، وبالتالي هؤلاء يملكون ثقافة مترسخة بأن البلاد لهم وبأي مرحلة سياسية يحق لهم تبرير أي تصرف للاعتداء على الآخر حتى لو أدى الى مقتله، مثل الذي حدث مع لقمان سليم الذي تعرض للكثير من التهديدات قبل مقتله".وأضوح أن "هناك فائض قوة للحزب يدفعه لممارسة هذه البلطجة باعتبار أنه يمسك القرار قي البلاد".
كما أشار إلى أن "فكرة أن لبنان بلد الحريات هي كذبة منذ الستينات لليوم، فمنذ ذلك الحين هناك عشر صحافيين تم اغتيالهم ولم يتم فتح تحقيق جدي لمعرفة الجهة المسؤولة عن قتلهم".