بعد تنحي مارغريت الثانية... الدنمارك تترقب تنصيب ملكها الجديد
تنتظر الدنمارك أن تشهد تغييراً كبيراً في نظامها الملكي، حيث ستتنحى اليوم (الأحد) الملكة مارغريت الثانية، التي خدمت بإخلاص لمدة 52 عاماً، عن العرش، في الوقت الذي بدأ الدنماركيون يتوافدون أمام مبنى البرلمان في كوبنهاغن في وقت مبكر اليوم (الأحد) لمشاهدة الملكة وهي تسلم العرش لابنها البكر.
وسيخلف مارغريت (83 عاماً) أكبر أبنائها ولي العهد الأمير فريدريك (55 عاماً) في أول تنازل طوعي عن العرش منذ تسعة قرون تقريباً.
وفاجأت مارغريت الأمة التي يبلغ عدد سكانها نحو 6 ملايين نسمة عشية رأس السنة الجديدة عندما أعلنت قرارها بالتنازل عن العرش بعد 52 عاماً كملكة، لتصبح أول ملكة دنماركية منذ ما يقرب من 900 عام تتخلى عن العرش طوعاً، حسبما أفاد تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.
بلا مراسم التتويج
ومن المقرر أن تقام مراسم التنازل الرسمية في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الأحد بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش) في كوبنهاغن. ومن المقرر أن توقع الملكة التي أمضت على العرش زمناً طويلاً على إعلان التنحي خلال اجتماع مع الحكومة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
ومن المقرر أن يغادر ولي العهد وزوجته القصر الملكي في تمام الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش في سيارة رولز رويس موديل عام 1958. وستتبعهما مارغريت (83 عاماً) بعد بضع دقائق بعربة تجرها الخيول لتقوم بجولتها الملكية الأخيرة في شوارع العاصمة.
وسيحصل العاهل الجديد على لقب الملك فريدريك العاشر، ومن المتوقع أن يلقي خطاباً للأمة.
ولن يكون هناك مراسم تتويج مثلما حدث في بريطانيا ولكن التنصيب نفسه سيتم في نحو الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، وهي اللحظة التي ستوقع فيها الملكة مارغريت على وثيقة تنازلها عن العرش. وسيحدث ذلك خلال اجتماع لمجلس الدولة في البرلمان ستشارك فيه الحكومة وفريدريك وابنه الأكبر كريستيان (18 عاماً) الوريث القادم للعرش.
وبعد ساعة تقريباً، ستعلن رئيسة الوزراء مته فريدريكسن عن تنصيب الملك الجديد في شرفة البرلمان وسيلقي فريدريك خطاباً قصيراً قبل أن يستقل العربة التي تجرها الخيول في طريق العودة إلى القصر برفقة زوجته.
وتوافد الناس من جميع أنحاء الدنمارك على العاصمة، فيما يشير إلى الشعبية الهائلة التي تتمتع بها العائلة المالكة، وقالت آنا كارينا لورسن (59 عاماً) لوكالة «رويترز» للأنباء: «العائلة المالكة تعني كل ما هو دنماركي. إنها الحكايات الخيالية والتقاليد».
- عاشق للرياضة وموسيقى الروك
وتخرج فريدريك من جامعة آرهوس في عام 1995 بدرجة الماجستير في العلوم السياسية. وهو أول عضو من العائلة المالكة في الدنمارك يكمل تعليمه الجامعي.
ويختلف فريدريك عن والدته في نواحٍ عديدة. ففي حين تتمتع الملكة بروح مبدعة ولديها شغف كبير بالفن والثقافة الرفيعة، فإن وريث العرش من محبي موسيقى الروك وعشاق الرياضة، وقد شارك في العديد من سباقات الماراثون، وهو رجل حديدي وذهب في رحلة استكشافية امتدت لأشهر بالزلاجات التي تجرها الكلاب عبر غرينلاند.
قال فريدريك في تصريحات سابقة: «لا أريد أن أقفل على نفسي في حصن. أريد أن أكون على طبيعتي، إنساناً»، وأصر على أنه سيتمسك بذلك حتى بعد توليه العرش، حسبما أفادت «هيئة الإذاعة البريطانية».
والسلطة الرسمية في الدنمارك بيد البرلمان المنتخب والحكومة. ومن المتوقع أن يبقى الملك بمنأى عن السياسات الحزبية، ويمثل الأمة في واجبات تقليدية تتراوح بين الزيارات الرسمية والاحتفالات بالعيد الوطني.