أعضاء البرلمان الأوروبي يدعمون خطة مريم رجوي المؤلفة من عشر نقاط والخيار الثالث

في حدث بارز عقد في البرلمان الأوروبي يوم 18 يونيو 2025، ألقت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، خطابًا قويًا أمام أعضاء البرلمان الأوروبي من مختلف الأطياف السياسية. نظمت المؤتمر مجموعة "أصدقاء إيران الحرة"، وتم عقده على جلستين ركزتا على تصاعد الأزمة في إيران والمنطقة الأوسع، فضلاً عن السبيل إلى الأمام للسياسة الأوروبية.
الجلسة الأولى: ترأسها النائب خافيير زارزاليخوس (إسبانيا)
ترأس الجلسة الأولى النائب خافيير زارزاليخوس، رئيس لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية، وكانت السيدة مريم رجوي المتحدثة الرئيسية. في كلمتها، أكدت أن الصراع الحقيقي في إيران ليس بين قوى أجنبية، بل بين الشعب الإيراني والديكتاتورية الدينية الحاكمة.
وقالت: "الحرب التي بدأت في الساعات الأولى من يوم الجمعة، 13 يونيو، تمثل مرحلة جديدة حاسمة بالنسبة لإيران والتطورات الإقليمية. لكن الحرب الحقيقية، التي استمرت خلال الـ44 عامًا الماضية، هي حرب الشعب الإيراني ومقاومته ضد الفاشية الدينية الحاكمة."
كررت السيدة رجوي موقفها الثابت بأن الحل للأزمة الإيرانية لا يكمن في الاسترضاء أو الحرب، بل في "الخيار الثالث": تغيير النظام من قبل الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. وحذرت من أن سياسة الاسترضاء عززت جرأة النظام، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار وتصعيد الصراع.
وأضافت، مستذكرة خطابها عام 2003 في البرلمان ذاته: "لا نسمح بتكرار تجربة ميونيخ مع رجال دين مسلحين بالأسلحة النووية." وأردفت: "اليوم، نرى أن الاسترضاء أدى بالفعل إلى الحرب."
وقالت: "هناك بديل ملموس — بديل يمتلك برنامجًا واضحًا وتاريخًا طويلًا من النضال الدؤوب ضد هذه الديكتاتورية الدينية. هذا البديل هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يبلغ من العمر 44 عامًا هذا العام." وأضافت: "لا يمكن فرض بديل من الأعلى، كما حدث قبل قرن عندما عينت بريطانيا ملكًا بالتعيين. ولا يمكن فرضه على الشعب كما في انقلاب عام 1953 من قبل الولايات المتحدة ضد الحكومة القومية للدكتور مصدق عبر القمع والإعدامات والتعذيب. لو كانت هناك حكومة قومية وديمقراطية شرعية في ذلك الوقت، لكان مسار تاريخ إيران — ومصير هذه المنطقة بالفعل — مختلفًا تمامًا. لما استولى الخميني والملالي على السلطة."
ودعت البرلمان الأوروبي إلى حث الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، خاصة دور وحدات المقاومة والحاجة إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
الجلسة الثانية: ترأسها النائب كارلو تشيتشولي (إيطاليا)
عقدت الجلسة الثانية بعد الظهر برئاسة النائب الإيطالي كارلو تشيتشولي، وتضمنت كلمات إضافية للسيدة رجوي وشخصيات أوروبية بارزة، من بينهم رئيسا الوزراء السابقان غي فيرهوفشتات (بلجيكا) وإندا كيني (أيرلندا).
كررت السيدة رجوي أن النظام الإيراني هو المصدر الأساسي للحرب والإرهاب في المنطقة. وأكدت أن الحل الوحيد الممكن هو تغيير النظام من قبل الشعب والمقاومة المنظمة.
وقالت: "شعب إيران يريد إسقاط هذا النظام. لقد انتفضنا لإسقاطه وإقامة جمهورية ديمقراطية." وأضافت: "لقد أعد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية برامج وخططًا واضحة لإيران حرة، بما في ذلك خطة من عشر نقاط تحدد مستقبلًا علمانيًا وديمقراطيًا وخاليًا من الأسلحة النووية."
سلطت الضوء على تزايد المقاومة داخل إيران، مشيرة إلى أن وحدات المقاومة نفذت خلال العام الماضي وحده أكثر من 3000 عملية مناهضة للنظام. وعلى الرغم من ذلك، انتقدت الحكومات والإعلام الغربيين لتجاهلهم الواقع على الأرض واستمرارهم في سياسات الاسترضاء.
وقالت: "لم تشهد أي دولة احتجاجات ومقاومة لتغيير النظام بقدر ما شهدته إيران. ومع ذلك، تواصل الحكومات الغربية التضحية بحقوق الإنسان وتشويه سمعة المقاومة، مما عزز فقط من أخذ الرهائن والعدوانية من قبل النظام."
واختتمت السيدة رجوي بالتأكيد على أن هدف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ليس الاستيلاء على السلطة بأي ثمن، بل ضمان الحرية والديمقراطية والانتخابات الحرة في إيران.
وقالت: "حان الوقت لأن يدعو البرلمان الأوروبي الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى الاعتراف بالنضال العادل لشباب إيران المحب للحرية والمقاومة المنظمة، خاصة ضد الحرس الثوري."
دعم واسع لخطة العشر نقاط
خلال الجلستين، أعرب أعضاء البرلمان الأوروبي والمتحدثون عن دعم قوي لخطة السيدة رجوي المؤلفة من عشر نقاط، والتي تشمل:
• النائب خافيير زارزاليخوس، رئيس لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية، أشار إلى أن حضور السيدة رجوي يرمز إلى المقاومة والأمل في مستقبل مشرق يتجاوز الديكتاتورية الإيرانية الحالية. وأبرز جذور التوترات الإقليمية في السياسة المنهجية للنظام الإيراني لإشعال الحروب على مدى الـ45 عامًا الماضية، وانتقد الاتحاد الأوروبي لعدم تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية. وشدد زارزاليخوس على ضرورة مواجهة الاتحاد الأوروبي لواقع أن النظام الإيراني هو مصدر العنف وعدم الاستقرار، داعيًا إلى دعم المقاومة الديمقراطية وخطة العشر نقاط كخارطة طريق عملية لإيران حرة وديمقراطية.
• فرانسيسكو أسيس، عضو مؤتمر رؤساء الوفود في البرلمان الأوروبي، أبرز معاناة الشعب الإيراني تحت أحد أكثر الأنظمة قسوة في عصرنا. وأكد على أهمية خطة العشر نقاط التي قدمتها السيدة رجوي كخارطة طريق لإيران ديمقراطية، داعيًا إلى فصل الدين عن الدولة كشرط أساسي لمجتمع ديمقراطي حقيقي. وطالب بدعم كامل لحركة المقاومة لإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.
• ليولوكا أورلاندو، رئيس مجلس الشيوخ وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، أعرب عن فخره باستضافة السيدة مريم رجوي في البيت الأوروبي للديمقراطية. واستعرض الانتفاضات الوطنية الخمس الكبرى في إيران خلال السنوات السبع الماضية، وأكد على الاحتجاجات اليومية التي تشمل مختلف شرائح السكان. وحذر من الوهم الخطير بأن إحياء نظام البهلوي الفوضوي يمكن أن يحل محل النظام الحالي، مشيرًا إلى أن المرتبطين به يعترفون علنًا بصلاتهم بالحرس الثوري، المسؤول عن التعذيب والقمع في إيران. وأكد أن الإيرانيين رفضوا بوضوح كلا الشكلين من الديكتاتورية، داعيًا إلى مستقبل ديمقراطي.
أبرز الحدث زخمًا متزايدًا في أوروبا لتبني سياسة مبدئية وحازمة تجاه إيران — سياسة تدعم تطلعات الشعب الإيراني للحرية والديمقراطية.